الجمعة، 27 أغسطس 2010

بشر تعتز بصفات الحيوان وتتقمصها.


بسم الله الرحمن الرحيم
الغريب ان مجتمع يكرمه الله بالانسانية ومقوماتها ينزل وينحط باخلاقياته في إهانة ومصادمة للدين والفطرة .
والاغرب انهم انقسموا طائفتين :-
الاولى :- تقول جوع كلبك يتبعك وتتعامل من هذا المنطلق مع البشرفتدعم مرضها القلبي من جشع أو شهوات حب الذات والسيطرة والتملك بهذا المثل كمبرر لها .
الثانية :- ردت على الاولى بمثل اذا لك حاجة عند الكلب قل له ياسيدي لتبرر خنوعها وضعفها وهوان ذاتها وتدوس على كرامتها بعيداً عن تعاليم القرآن الكريم .
وكلا الفريقين يعيشان في غابة اصبحت قوامتها فصيلة الكلبيات فتجد بينهم الثعالبة والذئاب .
لذلك قلت لبعض الذين ينادون ويمتدحون الاخرين بصفة الذيب :-
الذيب كلمـة تحتمل شطرين *** اولاها صفاتها من جوعاتها
والثانية الذيب تعاشر الذيب *** ولـكنها تسلـم من غـدراتها

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
رجال الأعمال الامريكان والاوربين حين يتبرع بجزء كبير من ثروته هم اشخاص يفهمون ان الاقتصاد لاينموا الا حين يتداول الناس المال بينهم ويتحرك .
وهذا يخدم مصلحة المجتمع ويزيد من ثرواتهم لأنه ينمي شراين كافة المجتمع وهذا ما نبه عليه الله في كتابه وحذر من كنز المال لهذا السبب .
ولكن في مجتمعات مريضة بأمثلة جوع كلبك يتبعك .وجهل رجال أعمالها بحقيقة الاقتصاد ونموه وظنهم أنهم يمنون بما يتصدقون وانه لا فائدة لهم من وراءه الا السمعة والإطراء .
فلاشك أننا امام نقوس وقلوب مريضة لاتعنيها مصلحة المجتمع قبل مصالحها الشخصية .
ولو عملت استفتاء في الشارع السعودي بكل طبقاته ماذا تقدم مصلحتك الشخصية أو المصلحة العامة في كل اعمالك ؟؟
تجد الأغلبية الساحقة تقدم مصلحتها الشخصية وان تعارضت مع الصالح العام ولاترى في ذلك بئس أو انه منقصة .
ونسئل الله السلامة منهم جميعاً .
الكاتب /عادل فلمبان


الجمعة، 8 يناير 2010


بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

إن ما سبق وضلل الأمة هي تلك الأقلام العارية من الصحة المقلبة للحقائق سواء بمكر أو كبر أو سذاجة ذلك الطابور من الإمعات الذي لايعرف غير معدته وفرجه كالأنعام بل هم أضل سبيلا لخيانتهم الأمانة التي حملها لهم الله وخيانتهم أيضاً لمجتمعاتهم ومواطنيهم ومارسوا كل صنوف الكذب والتضليل بصور تثير السخرية أحياناً والعطف على هذه العقول التافهة أحياناً أخرى .

واستمروا بالتطبيل بصورة مجنونة بهلوانية تثير الإشمئزاز في النفوس السوية التي عاشت ولاتزال تعيش في غربة يكتنفها الظلم والإمتهان .

إن هؤلاء المطبلون الأرقوز الذين يتقلبون كالحيايا أو يتشكلون كالحرباء




لا أمان لهم لأنهم حفنة من المرتزقة المنتفعين والذين تسكتهم بعض روث كبار المجرمين أو تسهيل بعض المصالح التافهة والتي لو فكر لعلم أنه يأخذها بعزة نفس وبدون هذا التطبيل ولكن المخنث لايبتغي غير الإنبطاح مرادا ورغبة وهوى .

ردوا على كافة كتاب الصحف في مواضيعهم واجعلوها نقطة بداية لتغير سوف يتم بعز عزيز أو ذل ذليل لنتوقف عن التغريد بعيداً فيما بيننا فقط ولننطلق إلى معاقلهم ولنأخذ على أيديهم وإن شاؤا بأيديهم .

سكت الجمع ممن يدعون أنهم الأدباء والمفكرين والكتاب أمام حدث جدة العظيم أياماً وليالي حتى بعد أن رأوا العالم كله يولول لهذا المصاب في الخارج وحقوق الإنسان وحين صدر بيان الملك شرعت منهم الأقلام وأشرأبت لهم الأعناق ليحاربوا (أنفسهم) عفواً الفسادوالذي يمثلون فيه درعه المتين وقلمه الكليم , ولو كان البيان في الإتجاه الأخر وأن ماحدث عادي لشرعت أقلامهم التالفة لتحارب من فضح الواقع المرير وكشف زيف التضليل .

ونقول لهم لم نعد نثق بكم منذ زمن طويل ولا بالحكومة التي لها تطبلون .


الخميس، 9 أبريل 2009

ذكرياتي مع أسامة بن لادن في الجهاد الأفغاني.

.بسم الله الرحمن الرحيم

سوف أشارككم بذكرياتي .. هنا حول قضية الجهادفي أفغانستان .. من عام 1406هـ حتى عام1415هـ .والإرهصات الناتجة عن ذلك حتى تاريخ اليوم.وسوف يتضمن الموضوع:- 1-علاقتي بأبو عبدالله ( أسامة بن لادن ) والمعارك التي أشتركنا بها سوياً.2-ذكرياتي مع الرجل العظيم الشهيد عبدالله عزام وإصالي له لقلعة تشاونيبعد أن فتحها الله علينا.3-ذكرياتي مع الشيخ / عبدالمجيدالزنداني وإصالي له لقلعة تشاوني لمقابلةالشيخ الدكتور عبدالله عزام رحمه الله.4-علاقتي بالشيخ / عبدرب الرسول سياف أمير عام المجاهدين .. والرئيسالأول للحكومة الإنتقالية .5-علاقتي بالشيخ جميل الرحمن .. وطريقة تسليمي معسكر كنر التابع له.6-موقفي من التفجيرات بشكل عام وفي بلاد المسلمين بشكل خاص .7-وأترك الباقي مفاجئة.نتكلم أولاً عن الوضع العام والاجتماعي قبل 1406هـ بصورة مختصرة للغاية وبشكل عام .1-إنتشار جهل عميق بكثير من أمور الدين لدى الناس وهروب من التحدث فيه .و كثير من الشباب يستحي من الدخول للمسجد لأداء الصلاة .2- ممنوع الكلام في كل شئ حتى في أحاديث الأخبار حتى أن الناس اصبحت قسمين بما فيهم أهل العلم .. ومن ذلك قضية المهدي وانقسم الناس فيها نوعين أنقسمة في داخلها على نفسها.أولاً:- مصدقون ومؤمنون بظهوره وهم ثلاث أقسام :-أ-البعض ينتظر ظهور المهدي. ب-البعض الآخر يسعى لإيجاد المهدي . ت-البعض يدعيها لشخص ما .. كما حدث لجهيمان وجماعته.ثانياً:-قسم أخر ينكر قضية المهدي وهم فئتين :-أ-البعض ينكرها على أن ذلك من باب درأ الفتنة .. والأفضل بدل النقاش إنكار قضية المهدي.. أو متأولا ً لهذه المسألة.ب-البعض ينكر هذه القضية تماما .. ويعتبرها خرافة3-الحزب الشيوعي متمكن وبقوة في مناطق كثيرة في العالم وأقربها إلينا عدن .. وتصل الأخبار بوجود أحزاب شيوعية سرية في عدد من الدول الاسلامية ولن أسمي .وفي أفغانستان تمكنت الشيوعية من السلطة عن طريق الحزب الشيوعي .. وعينها على باكستان فهي المعبر الأهم ونشأ حزب شيوعي لم يصل للسلطة إلا في بيشاور عام 1409هـ وقتل زعيمه على يد أحد مجاهدي جميل الرحمن القابع في السجن حتى أخر عهدي به عام 1415هـ إلا أنه أستطاع ان يحدث تغيرا كبير في السجون الباكستانية التي أصبحت حلقات ذكر .. أهتدى بها كثير من العصاة .. وكبار المجرمين مما أذهل كبار المسؤولينا الباكستانيين ..ففتحو له الأبواب وقدموا له كل التسهيلات .4-في هذا الجو المشحون بدأت الدعوة للجهاد في أفغانستان وقدم قادة المجاهدين واستقبلهم الملك فهد رحمه الله .. وبدأ العلماء بالفتوى بضرورة الجهاد في أفغانستان .. وبدأت التذاكر المخفضة والمجانية .. توزع وتنتشر بين الناس .. وتقدم كافة التسهيلات للشباب الراغب في الجهاد.5- في هذه المرحلة ظهرت إنبعاثة إسلامية قادها كثير من الدعاة .هذه صورة مبسطة عن الواقع في تلك المرحلة وما سبق عام 1406هـحظي العظيم:-تعرفت عن طريق أحد الأصدقاء على الأخ أبونوفل من جدة وحدثني عن الجهاد وكنت قد بدأت أفكر في الزواج وكونت بعض التحضيرات ولم أخطب بعد ..بل لم أختار العروسة بعد أن فقدت الانسانة التي من أجلها بدأت هذه الخطوات الجدية .أبونوفل قابلني بعدها بأسبوع في ساحة الحرم أمام الكعبة المشرفة بأحد طلاب الشيخ بن عثيمين أبوعبدالرحمن ..وتعارفنا وذهبت معهم الى جدة ..وأقمت لديهم والتقيت بمن ذهب وأتى وبعد نقاش لعدة أيام .. قررت مرافقة ابوعبدالرحمن خاصة وأنه مرسول من الشيخ العثيمين لينقل له صورة عن الوضع في الجهاد.وبدأت الإعدادات من الإخوة ..وكنت نزلت إلى مكة لكي أستأذن الوالدة التي قالت لي بالحرف الواحد ياولدي هذا دين الله ان لم تنصروهم فمن ينصرهم ..ولا أستطيع أن أرفض ..إذا قررت الذهاب فالله معاك .أفرحتني هذه الإجابة بل شحذت همتي وبلغت الإخوة أنني جاهز؛ بعد أيام اخبروني بالنزول والتوجه لطيران الخطوط السعودية فوجدت الركب قد اجتمع وتقدم إلي أبا نوفل وقدم لي جوازي وتذكرتي .. فدخلت الصالة وأنا أنظر النظرة الأخيرة خلفي وفي نيتي هذه السفرة الأخيرة وأن أحرص على الشهادة بعد النكاية في العدو .ركبنا الطائرة وكان العدد كبير من المجاهدين وأخبرت أن هناك من سيستقبلنا في المطار ويجري الترتيبات.هنا نتوقف حتى حال وصولنا إلى مدينة إسلام أباد..
الجزء الثاني:- دخلت الصالة الداخلية للخطوط الجوية للرحلات الخارجية أول رحلة لي خارج الوطن .. وأول رحلة طيران .. ونظر إلي أبو عبدالرحمن وكان بطبعه مبتسما طوال الوقت بدون ضحك ونظر نظرة من يدرك بماذا تفكر في هذه اللحظة خطرت على بالي قصيدة كنت كتبتها أثناء توقيفي سابقا عام ونصف بدون قضية في محاولة لطردي خارج البلاد قبل أن أعرف الجهاد أو أعرف السياسة بس كنت سليط وانتقد الفساد الإداري .. وعلى إثرها تم إطلاق سراحي .. مطلعها .أنحنيت على أرض مولدي حملة حفنة من ثراها..............قبلته وداعا أيها الأجداد أبكي وأنا أسمع نداهاليس نداء أرض فحسب بل صرخة أم سمعت صداها.........تمزق القلب ألما وحزنا وضعفت العينان من بكاهافي هذه اللحظة ..طلبوا منا الصعود للطائرة وصعدنا .. في الطائرة شاهدت وجوه جديدة من المجاهدين .. جلست قرب النافذة فهذه أول رحلة إقلاع بالطيران لي وأرغب أن أرى كيفية إبتعاد الطائرة عن الأرض .وصلنا اسلام أباد ونزلنا في الصالة لتختيم الجوازات فجئة رأيت شخصية ؛ رجل من وطني بملابسنا السعودية وكان شكله يدل على أنه مسؤول تحدث مع أبو حنيفة المدني وكان صديق هام لأسامة بن لادن .. ثم ألتفت إلي ابوعبدالرحمن وأشار بأن أذهب للرجل وعرفت به ولنقل (أبو مازن ) وكان مسؤولا هاماً جداجداجدا ومنتدب للباكستان أخذ بيدي ومشينا وتركنا الإخوة يختموا الجوازات حتى وصلنا البوابة الخارجية حيث تنتظرنا الباصات لننتقل إلى بيشاور مضافة (أبوعبدالله ) أسامة بن لادن وودعني وأنصرف هنا ومن هذه اللحظة شعرت أني أقوم بعمل شبه رسمي وهام ودقيق أيضا..ركبنا الباصات وانطلقنا بعد ساعات كنا نمر بشوارع بيشاور .. ووصلنا حي يدعى أرباب رود ودخلنا فلة هي المضافة ووجدنا عدد من الإخوة المجاهدين أرتحنا .في اليل قدم أسامة وسلم علينا وجلس في طرف المجلس وهو ينظر إلي ويبتسم ولعله للشبه المتقارب بيننا في الوجه .. في تلك الليلة كان موجود الشيخ القطان وكنت سبق أن ألتقيت به في موسم الحج السابق لسفري في حلقات منى في الحج .. تحدث الإخوة وانا أتابع نظرات الفرح في اعيونهم ورنته في كلماتهم .الصباح بدأت الرحلة إنطلاقاً من بيشاور مرورا بصدى مركز التدريب للعرب ولكنا فضلنا التدريب على الاسلحة الخفيفة والدخول للجبهة لنرى ماذا هناك كل هذا ونحن نحاول أن نتفهم الواقع هناك التقبت في صدى.. بالشيخ الشهيد عبدالله عزام وكان يلقي درسه المعتاد حاول أن يبقينا للتدريب ولكن أنا و أبو عبدالرحمن والإخوة متعجلين ..وبصراحة نريد دراسة الوضع والواقع جيدا خاصة ما كان مكلفا به ابوعبدالرحمن .طوال هذه الرحلة بالباص كنا نمر بالمناطق القبلية الحدودية وحين مررنا أثناء دخولنا لمعسكر صدى بجامعة الشيخ عبدالرب رسول سياف أمير المجاهدين ولم أكن رأيته بعد ..ولم يخطر في بالي أني سأدخلها يوما لأستلم معدات وخمسة ضباط منهم أبوسياف الفلبيني .. وسيأتي ذكر القصة لهؤولاء الأبطال .خرجنا من المعسكرات في اتجاه الجبهة جاجي مأسدة الأنصار حتى وصلنا أخر قرية حدودية وإسمها ترمنكل وبعدها الجبال الشاهقة في داخل أراضي أفغانستان .. وأول محطة تواجهنا ونحن داخلون بعد إرتقاء الجبال عبر طريق ترابي بسيارة الوانيت ..نجد أمامنا فروجة حيث المستودعات ومواقع منحوته داخل الجبال الصخرية منها للتخزين ومنها للسكن وهناك كان مقرالقيادة والتوجيه حيث ينزل القادة إذا وصلوا أثناء المعارك وهو مقر اجهزت الاتصالات .لم نتوقف وتوجهنا فورا بين الجبال في اتجاه المأسدة حتى البوابة ونزلنا لنسير على الأقدام وكان عدد كبير من الإخوة في استقبالنا ورئينا المواقع وتم توزيعنا وكنت مع ابوعبدالرحمن في موقع بدر وكل المواقع هناك غرف تحت الأرض .كان التنافس عجيب في الليل على الحراسات كل يريد أن يسهر ويحرس إخوانه في سبيل الله .. الجميع يتسابق ومن فاته هذا الفضل .. قام ليصلي فتسمع ترانيم التلاوات .. أمر يفوق الخيال والتصور .. لأول مرة في حياتي أشعر بأن لي كيان خاص مستقل وأشعر بحرية لها طعم غريب .. وأشعر بأن الله ينظر الي في أنا بذاتي لاتغفل عينه عني .. ولا أغفل عن ذكره .. أخذنا الأمور ببساطة أنا وأبوعبدالرحمن ..كنت بدأت أشتاق لكتابالغنيمان وكنت قرأته ثلاث مرات وكلها بدراسة وتأمل وحب وهو ) شرح كتاب التوحيد للإمام البخاري بقلم الغنيمان )عدد2مجلدوبحثت فوجدت الظلال وكان من أحب ماكنت أقرأ لسيد قطب قلت هذا يعوضعن شرح كتاب التوحيد .كنا نتدرب ولدينا خلفية عن القيام بعملية إقتحام وكافة التدريبات تصب في هذا الإتجاه .. كان أميرنا المباشر في بدر أسد الله أخ حبيب بخاري من الطائف .عن نفسي وبطبعي أحب الإنفراد بنفسي والكتاب وهذا ما دأبت عليه منذ وصولي هناك .أجريت لنا دورة تدريب إسعافات أولية .. وكنت أنا ملم بها وبضرب الحقن والتقطيب ( أعني خياطة الجراح ) .. وهذا لفت نظر الدكتور فيصل فجعلني مساعده .. وأكون مساعده أثناء العملية العسكرية وهذا الأمر أزعجني وأحزنني وبعد تبادل أراء .. كان القرارا أكون مساعدا وفي نفس الوقت أقوم بإسعاف المصابين في الخطوط الأولى.. لسحبهم للدكتوروهذا أعجبني كثيرا لأن فيه مهمتين الأولى الإقتحام ..وحمل السلاح.والثانية إسعاف المصابين ومحاولة إرسالهم للطبيب بعد عمل إسعافات أولية.في عصر ذلك اليوم ونحن جلوس بعد تدريب شاق واستلام اسلحة جديدة .. وكان معنا الأخ الشهيد / أحمد الزهراني قال وهو يشير إلى صدره فوق القلب أنا أريدها هنا.وتمر أيام الإستعداد بطيئة .. وكانت المهمة هي إقتحام بوسته نطلق عليها بوستة الجبل .وحتى نتصور الواقع أصف لكم المنطقة فهو وادي طويل تحيط به جبال شاهقة وساحة ممتدة أمامنا لمسافة أكثر من خمسة عشر كيلو نهايته جبال ضخمة وتحته تقع قلعة تشاوني .. ومن القلعة حتى قريب المأسدة يقع على الجانبين على بعد مسافات متباينة كروب في موقع متحصن ومباني وعددكبير من الجنود والضباط .وبوستة الجبل أقربها إلينا بيننا وبينها لايزيد عن خمسة كيلو .. وكانتهي الهدف من العملية .. وهذه أول عملية نخوضها طبعا كانت هناك ترتيبات تجري بسرية بين القيادة ممثلة في أسامة وأبوعبيدة البنشيري وأبو حفص المصري وكان من ضمن ذلك توزيع مواقع الهاون ومواقع الزكيك والبم دوازده ومدفع 82م وترتيب عملية التسلل للوصول لأقرب موقع للبسطة ..وما سوف نحمله معنا من عتاد وذخيرة في رحلة سير شاقة لقطع هذه المسافة .وهذا ما سوف نتكلم عنه في الجزء الثالث إن شاء الله.
الجزء الثالث:-المعركة الأولى:------بعد إجراء الاستعدادات وتهيئ الجو للمعركة وتم التوزيع , كنت مع الطبيب ونحمل معنا أدوات طبية للإسعافات الأولية, وكنت أحمل الكثير منها علاوة على سلاحي الشخصي كلاشنكوف, وهو عبارة عن رشاش آلي والجعبة وهي لباس للصدر, توضع فيها شواجير مليئة بالرصاص, وكنت أحمل عدد صندوقين ذخيرة رصاص وكانت ثقيلة جدا, وكنا في مؤخرة الصف؛ لأن دوري ومن معي سحب المصابين أجري لهم إسعافات أولية ويأخذونهم الإخوة .بدأنا نشعر بالإرهاق حتى وصلنا المنطقة المطلوبة, وجدت أبو عبدالرحمن وأبونوفل ,وقد كانا من رماة الأربيجي ويحملون القاذف وكمية كبيرة من الذخيرة التابعة له علاوة على السلاح الشخصي, وكانا هما وبعض الإخوة يجلسون في الأرض وقد أرهقهم التعب .في لحظة وصولنا نحن الدفعة الأخيرة وقد شاهدت أبوعبدالله وابوعبيدة وكانا ومعهم بعض المجاهدين قد سبقونا للموقع على مقربة من العدو , وقد أصدر أمر الانسحاب والعودة أدراجنا, في تلك اللحظة أصيب الإخوة بنوع من الذهول ؛ ناتج عن حالة الإحباط التي شعروا بها ..(مما لاشك فيه أن بين الأفغان منافقين يبيعون المعلومات للعدو( وكان أن صدر الأمر للأسلحة الثقيلة بالضرب لتغطية عملية الاقتحام , ولكنا فوجئنا بالطيران وقصف مركز وسط هذا الجو, وقد تقرر أن يحفر الإخوة الأرض ويدفنوا ما يحملونه من صناديق ذخيرة وقذائف آربيجي ؛ حتى يكون الانسحاب سريع وخفيف ؛ لأن الكثافة النارية كانت شديدة ومركزة على المنطقة التي نحاول اجتيازها ..هنا جاءنا النداء, بأن أبو محمود السوري مصاب ويحتاج إلى إسعاف, أخذنا سيارة ونيت من الدعم الذي وصلنا لتسريع الانسحاب أخذنا ذلك الونيت وانطلقنا أنا والدكتور والسائق في خط العودة, والطيران يحلق فوق رؤوسنا, في الطريق وجدنا سيارة ونيت للمجاهدين تقف في طريق عودتنا والبعض يطلب منا المساعدة, نزلنا فوجدنا أخ أفغاني مصاب إصابة خطيرة وينزف منه الدم بغزارة نتيجة شظية راكت طيران بدأنا في إسعافه وأفاق قليلاً , ونظر إلينا بشكل مستنكر وتكلم مع المترجم الذي قال لنا :انه يقول هناك أخ عربي مصاب بحاجة إليكم أكثر مني , اذهبوا إليه بسرعة وأسعفوه, نظرت للدكتور فيصل ونظر إلي وقد أغرورقت عينانا بالدموع لهذا الموقف وهذا الإيثار الذي كنا نسمع عنه لدى جيل الصحابة, أدركت في تلك اللحظة المعنى الحقيقي للإيثار الذي أصبح مزحة على موائد العشاء الفاخرة , وصواني السليق العربي , وقطع اللحم التي يقدمها البعض للآخر فيقول له: خذ آثرتك على نفسي, ومن المفارقات أن هذه القصة (( قصة قطعة اللحم والإيثار حدثت معي بعدها في وليمة في جدة احتفالا بقدوم المجاهدين وأذكر أني تكلمت يومها كلاما بمرارة وذكرت هذه القصة أجبرت معظم المدعوين لرفع أيديهم عن الطعام )).المهم أسعفنا المجاهد الأفغاني وأكملنا طريقنا والليل قد خيم , كان أبو محمود مصابا بطلقة نارية من زكيك في فخذه وكان يعاني ألما مبرحا .ولكن لم نستطع إسعاف الشهيد أحمد الزهراني؛ لأنه كان منعزلا في منطقة محاصرةبالعدو .. وفي الليل تمكن بعض الإخوة من استعادة جثته ووصلنا الى أسد الله وتم حمله في سيارة وبطنه مبقورة وأصابع يده مبتورة ولكنه يصر على أنه بخير .يتساءل البعض كيف قتل الزهراني؟ كان أحمد أحد رماة المدفع 82م وكان هذا النوع من السلاح يخرج عادما كثيفا وهذا يفضح موقعه للراصد ولدبابات العدو .. ولم تكن لدينا مواقع رصد بعيدة عن مواقع الآلات الثقيلة ليوجه تلك الآلات لأنها غالبا تكون مخفية بعناية وتمويه خلف الجبال والمنحدرات الخلفية ومعها رماتها .. وكان أحمد يصعد بعد كل طلقة أو اثنتين ليرى أثر الضربة ويحدد الهدف بتقدير المسافة من مكان سقوط القذيفة ..أو التغير لوجود هدف جديد يجب التعامل معه , وانتبه طاقم الدبابات لمكان المدفع82م وكان في تلك اللحظة يصعد أحمد ليرى ..فأطلقت قذيفة دبابة على قمة الموقع وكانت به صخرة مرتفعه أصابتها القذيفة وانتشرت الشظايا ..فأصابت واحدة من تلك الشظايا أحمد قرب القلب واستشهد , كما تمنى والمكان الذي تمنى.هنا تناقشنا حول ضرورة إيجاد مرصد في منطقة عالية وتركنا الأمر لأبو عبدالرحمن ليطرحه على أسامة وابوعبيدة البنشيري وأبو حفص المصري .. فاستجابوا فورا وتم القرار على جبل يعلوا المأسدة في ارتفاع شاهق وممكن يخدم هدفين الأول الرصد لأنه يكشف المنطقة حتى قلعت تشاوني , ومنها ممكن يكون جبل رماة لحماية المأسدة .في اليوم الثاني كنا نقوم بترتيبات الموقع والانتقال إليه وشرعنا باختيار المرصد والبديل له وخندقة أماكن تحصن فبما لو فاجئنا الطيران ونحن في حراسة , أو طلعة استكشافية ,وموقع الإقامة والنوم وما يترتب على كل ذلك من تجهيزات ,وكانت أحلى أيام عرفتها في حياتي .. بقيت علينا أجهزة الاتصال والدربيل ( المقرب ) وقد وعدنا به لأن المقربات الموجودة ليست بالجودة المطلوبة إلا أنها تفي بالغرض ولكن لاتوجد أجهزة اتصال بشبكة كاملة ووعدنا بها ,في الحقيقة أصبح ذلك الخندق في المرصد بيتي أحمل كتابي ودربيلي لأسكن فيه طوال النهار حتى الليل , أقرأ وأراقب العدو حتى أصبحت أعرف معظم التفاصيل لديه , وأوقاته في التبديل ومواقع الدبابات وغرف الإعاشة والنوم ومستودعات الذخيرة , حتى وصلتنا بشرى وصول أجهزة اللاسلكي وزودت بواحد منها .أتوقف هنا وأكمل الجزء الرابع , وفيه المعركة الأولى بجاجي عام 1407هـ وهي المعركة الأولى على أرض أفغانستان التي تحقق فيها نصر استراتيجي ولم يكتسح العدو المجاهدين من المنطقة ويصل إلى المنطقة الحدودية تري منكل .. كما هي عادته السنوية.وحتى ذلك الوقت أستودعكم الله .
الجزء الرابع المعارك الحاسمة في جاجيالمعركة الأولى: 1408هـتغيرت إستراتجيتنا بعد معركة (بوستة الجبل) التي كنا نرغب في اقتحامها , وقررنا تثبيت مواقع وعمل هجمات تعتمد على أسلوب حرب العصابات وبمعنى أخر حرب شوارع , ومواجهة القوة من الجيش التي تقدم للمنطقة للقيام بما يطلق عليه التطهير , والتصدي لها في حال قدومها , لأننا اتفقنا أن لا نغادر المنطقة قبل الانتقام لشهيدنا الزهراني وعدم ترك الأرض التي بها قبره تًحتل ,وعلى هذا كنا قد عزمنا ومعنا بعض الإخوة.ليعذرني القارئ من ذكر التواريخ لأننا وطوال هذهالفترة نزمع على الشهادة ؛ ومن جهة ثانية لم نلقيلذلك أهمية لأن هناك من يقوم به من صحفيين وكتاب يزورون المنطقة باستمرار ومجلة الجهاد للدكتور عبد الله عزام تقوم بذلك , ولبعد الفترة الزمنية .صباح يوم بدأ المعركة :-بداء قصف تمشيطي لم يمر علينا مثيلا له من قبل كنت في المرصد, ولأول مرة نسمع ضربات متواصلة غير متقطعة لها صداً غريبا قوياً يثير الذعر ناهيك عن قوة قذائف ذلك السلاح , الذي تبين فيما بعد بأنه الهاون (( غراني )) وهو يطلق واحد وعشرون طلقة دفعة واحدة , ونحن لم نكن نعرف سلاح يضرببهذه الطريقة إلا ((بي إم12))ولكنه ليس بهذه القوة في الصوت , وصاحب ضرب الهاون تحليق الطيران بشكل منخفض وهجومه بالراكت صواريخ متعددة تنطلق دفعه واحدة على أهداف ترى بالعين المجردة ,أنخفض الطيران علىقباء , أي الجبل الذي نحن عليه وبداء يرسل علينا وابلا من أسلحته النارية , وشغلني ذلك على الإخوةوأنا في المرصد فقررت النزول إليهم , فالحقيبة الطبية لدي وأنا المسعف الوحيد لديهم , وأنا من يعطي حقن البنسلين لبعض الإخوة مع اقترابي من الموقع عاود الطيران الكرة وأخذ الإخوة في محاولة للانتشار والعودة للخنادق البرميلية لأنها أكثر أمانافي حالة قصف الطيران , وكان أبو عبدالرحمن يشرف على انتشارهم , ورآني أهرول في اتجاهه وتوقف ليسأل عن الوضع , ولكن الطيران لم يمهلنا ,وكان قد بقي خندقا واحدا يتسع لشخص واحد فقط , حين بداء القصف طلب مني أن أدخل ذلك الخندق , وأراد البحث عن مكان أخر , فدافعته بالقوة إلى داخل الخندق وكانت الصواريخ ترتطم في الأرض كحبات مطر مضر , فلم يعد بوسعي إلا الانبطاح أرضا فقررت أن أنبطح على فوهة خندق أبو عبدالرحمن , حتى إذا قبضنا الله قبضنا سوياً أو أكون درءً له , وتطايرت الشظايا بشكل جنوني وصوت أزيزها في أذانينا , حين هدأت العاصفةتفقدنا الإخوة , وكان الجميع بخير وقدم عدد من الأفغان لمتابعة الوضع برئاسة الكمندان نور أغآ , وعدت معه إلى موقع المرصد , ونحن نتابع الوضع لفهم هدف الهجوم كان أحد الأفغان يمسك الأربيجي بطريقة خاطئة , فأنطلق ليعريه من كافة ملابسهويسبب له بعض الحروق , من جراء الدفع والعادم الذي يخرج من مؤخرة القاذف , والذي كان متجها للأرض مباشرة , فتسبب له بهذه الإصابات , قمت بإسعافه وحقنه , ونقلوه إلى موقع (( فروجه )) مع مغيب الشمس رأينا القوة من الجيش تدخل إلى قلعة تشاوني قادمةمن كابل مرورا بالمناطق الداخلية لأفغانستان كعادتها السنوية .أدركنا أن صباحنا سيكون حافلا بالأحداث , وأنناسنبقى في حالة استنفار فبقيت في مرصدي حتى بزوغ الفجر مستيقظاً في اليوم الثاني ومع إطلالةالصباح كان الكومندز , من أصل الجيش الروسيوالمخصص للعمليات الخطيرة , يحاول اقتحام المأسدة من جهة مجموعة المقدمة , وكان أسامة وأبو عبيدة البنشيري وبعض الإخوة قد التفوا عليهم وحدثت مواجهة بينهم في مقدمة المأسدة قتل أحد الكومندز وأصيب أبو عبيدة البنشيري إصابة خفيفة ,وانسحب الكومندز لموقع أخر أسفل منا في قباء , وتحتأنظارنا , وبدأ يخندق نفسه , في الوقت الذي بدأت الدبابات والآليات المتمركزة في قلعة تشاوني تحاول التقدم , وكانت لدينا (( بي إم 12)) بيم12وهاونات أحدها عليه المعلم , وهو أحد المعلمين الأفغان والذي كان تابع للجيش وهرب منه إلى المجاهدين , وكانخبيرا بهذا السلاح وبدأنا نصب نيران مدافعنا على الكيلو تسعة مقررين أن لا تتعداه آلياتهم وكان اليوم الثاني أكثر ضغطاً , وقصف مرصدي بشكل مكثف فلجأنا أنا ونور أغا لموقع أخر كنا قد هيأ ناه من قبل شهرين تقريبا وهو على شكل حرف ( L) .هنا فوجئت بصوت أسامة في الجهاز وهو يلهث من شدة التعب ويقول (( نحن كرارون ولسنا فرارو إذا هو الانسحاب ,وأمر بتلغيم الخنادق والمواقع التابعة للمأسدة وبدأت تجهيزات الانسحاب إلا أن عدد من الإخوة من جنسيات مختلفة رفضوا الانسحاب ولم أكن أعلم .وهنا صدر الأمر الأول لقباء أي موقعنا من أبو عبد الله أسامة )) وصيغة الأمر , تبقى قباء في موقعها ويرسل لها هاونات لضرب العدو حين يصبح تحتها في المأسدة فيما لو دخلها .وكان هذا يعجبنا ورحبنا به وبقينا ننتظر الهاون , التي تأخرت كثيرا , ثم علمنا أن اثنان منها تحتاج لإصلاح وصيانة , وكان هاون أخر مع أبو عبدالرحمن السعودي , وبقي أبو عبدالرحمن المصري رامي (( بي ام 12)) وكان معي على الجهاز ثانية بثانية وكان رجل عجيب رابط الجأش يتكلم بهدوء برغم أن العدو يكثف نيرانه لمصدر ((بي ام12)) التابع له .ثم صدر الأمر الثاني من أسامة بهذا اللفظ قباء لها الخيار في الانسحاب أو البقاء ))اتصل علي أبو عبدالرحمن البم وقال :- أنا معك يا فلان .بقي الشيخ تميم العدناني في المأسدة يبكي لعدم رغبته في الانسحاب وكان رجلا بديناً جدا وكان من أواخر من خرج من المأسدة , وفي أثناء خروجه تلقى أمر من أبوعبدالله على الجهاز يطلب منه أن يخبرنا بأن ننسحب .وكان هذا الأمر الثالث لنا في يوم واحد , فقررت البقاء وقلت للشيخ تميم بلغ أبوعبدالله أني لن أنسحب وسوف أبقى مع الإخوة الأفغان .علما بأن الأمير العام كان الشيخ عبدرب الرسول سياف , ولم يصدر أمر بالانسحاب فقررت البقاء معهم لأني قدمت لمناصرة الأفغان فكيف أخرج وهملم ينسحبوا. ثانيا المنطقة عندي مكشوفة وقد أًحرقت بعض الآليات وتعطلت في الطريق أمام القوة وبدأ يحاولونأن يخلوا التموين منها ونحن نتصيدهم في تلك الحالة .حاول أبو عبدالرحمن أميرنا في قباء الانسحاب بمن معه , بعد أن ترك خياري لي , ولكن لم يستطيعوا ذلك بسبب القصف المكثف الذي يسبب ذعر للخيل والبغال ولم يكن هناك طريق سيارات معبد .وبقي رامي ((بي ام12)) أبو عبدالرحمن المصري ,ورامي الهاون أبو عبدالرحمن السعودي وبعض الإخوة في أحد مواقع المأسدة.بعد عدة ساعات إذا بي أسمع صوت على الجهاز يقول لي :- يا أبا (.......) جاءك المدد وإذا به عبد الله ولد الشيخ عبد المجيد الزنداني وكان قادما من ( فروجه ) من عند الشيخ /سياف .فقال:- مرسل لك معي عدد مائتين 200 رجل بكامل عدتهم وسلاحهم وعدد اثنين رماة بي إم12 محمولة .. ورماتها يتكلمون العربية بطلاقة حتى يسهل توجيههم أرسلهم إليك الشيخ عبدرب الرسول سياف , وكان الشيخ في مقر الاتصالات يستمع على الموجات أحداث المعارك .قلت له:- دعهم ينتشروا في المأسدة وينتبهوا من المواقع الملغمة والرماة يختارون مواقعهم ويحولواأجهزتهم لترددي .هنا أخذت المعركة طابعا أخر أكثر حيوية وشعرنا بأننا سوف ننتصر , وكنت ونور أغا قد نسقنا في ترتيب استخدام الآلات التي هو يوجهها والتي أنا أوجهها وكان نور أغا يتكلم العربية جيد جدا وركزنا قصفنا على الطريق , وموقع الكومندزلمنعه من التحرك وبدا لنا بأن القوة تتقهقر لتتمركزفي تشوني ومناطق مابين الكيلو9 وتشاوني.لأن من عادة القوة الوصول (( لتري منكل الكيلو27 ))البلدة الحدودية يطرد المجاهدين من المنطقة ويؤمنللبسط ((كروب )) العدو الذخيرة والإعاشة ويزرع الأرض قنابل ثم ينسحب راجعا إلى كابل , ولكنه هذه المرة فوجئ بمقاومة شرسة وحرب شبه نظامية .اليوم الثالث لانسحاب أسامة عاد ومعه الإخوة , ليكمل معنا المعركة ,إلا أن الآلات بقيت تحت توجيهي حتى التي كان عليها الإخوة العرب , وكان لرجوعهم رفع روح معنوية وجعل المعركة أشد ضراوة بل وبدأ الإخوة يقودون طلعات ليستهدفوا العدو ومدرعاته عن قرب .عاد صوت أبو محمود السوري للجهاز فهو كان مسئول الاتصالات وبدأنا نتبادل النكت .وأصبحت العملية مشتركة عرب وأفغان وهدف واحد
الجزء الخامسمن مذكرات 1407هـ1409هـاستكمال من معركة جاجي الأولى جبل قباء.في الفترة المتبقية حدثت أمور كثيرة , فالإخوة من المأسدة قاموا بالنزول , ومحاولة تصيد العدو.وحاول العدو أن يتسلل للمأسدة وقام الإخوة بالنزول إليه والالتفاف من حوله ودارت معارك بالأسلحة الخفيفة لست ملما بتفاصيلها لأني كنت بعيد. وتفجر أحد الهاون باثنين من الإخوة وكان ذلك تحت نظري في المأسدة, واستمر القصف متبادلا بيننا.وبدأنا نزمع بالهجوم على الكومندز وخاصة وقد رئينا وضعهم بدأ يتدهور , وبصراحة أخرى كان معهم مجندات روسيات الأصل .فوجئت بالإخوة يطلبونني في الموقع الرئيس في قباء وحين وصلت وجدت أخونا وائل جليدان وكان مسئولا عن الهلال الأحمر ومعه مسئول أتحفظ على أسمه وبعد سلامي عليهم,سلماني دربيل زوم عسكري متطور بصندوق أسود وحاملات ألمنيوم , ولم أكن قد تعرفت بوائل من قبل ولا بمن معه وكان هذا في منتصف المعركة تقريبا .. فأخذته وعدت أدراجي للموقع , وأدى ذلك الزوم دورا فعالا إذ به خاصية التقريب والبعيد ومسطرة المسافات.ومن أغرب ما رئيت أنه كان هناك تقدم للمشاة وكانوا يغطون رؤوسهم بأوراق الشجر من جهة ميمنة المأسدة , وكان الكمندان نور أغا قد تقدم مع بعض المجاهدين ليدرس طريقة لاقتحام موقع الكومندز في تلك أليلة , فوجهت نداء للفت الانتباه لكي نتمكن لذلك القطيع من المشاة وقلت على جهاز المخابرة نور أغا هل سبق لك أن رئيت شجر يمشي , مع نهايتي لكلماتي شاهدت وابل من الضرب على تلك المجموعة بسلاح غريب لا نمتلكه ويختلف عن الهاون ولا يسمع صوت زكياك بطريقة تمشيط دقيقة للغاية, وانتابني شعور غريب سرعان ما صرفته عن ذهني , أضطر العدو إلى نقل حمولته من المواد الغذائية والذخيرة المراد إيصالها لمعسكراتهم بالأفراد في جنح الظلام . عندما عاد نور أغا أخبرني بأن هناك غنم نمسكه ونذبح منه , لأن وجباتنا كانت خفيفة فاتصلت بالمأسدة لكي أسأل أبو محمود هل هذا حلال أم حرام, فرد قائلاً: هي لك أو لأخيك أو للذئب .حقيقة لم يقل لي أنه حديث ولم أكن أعلم به وإلا فإنها ( أي الغنم )لك أو لأخيك أو للذئب أو لقصف الطيران أو الدبابات, هنا تدخل أميري في قباء ((أبو عبدالرحمن)) وقال:-دعها , وكان رجلاً متورعاً فتركنا أمرها .في اليوم الثاني وحوالي الحادية عشرة صباحا ونحن نرصد حركة العدو ونباشر الضرب رأيت شخص أفغاني يأتي من خلف سلسلة جبال ضخمة وخلفه رجل يجر بيده حبلا جميلاً وفي طرفه الثاني رأس كبش بجسده, فتقافز الأفغان بشكل سريع ففهمت بأن الرجل مسئول حتى وصل عندنا ولكن بدون الكبش لأن الكبش قد هبط إلى المغارة مع الإخوة لذبحه , فسلم علينا وقال أنت فلان قلت نعم قال:الشيخ سياف يسلم عليك وكان سمع مخابرتك بالأمس عن الغنم فأرسلني بهذا الكبش , وعرفني بنفسه فإذا هو الشيخ /محمد حنيف دارس ومتخرج من الشريعة في المدينة المنورة , ويتكلم اللغة العربية جيدا وهو أمير منطقة لوكر المتاخمة لكابل , وعبورها من جاجي ؛ بدأنا نشرح له مواقع ألآلاتنا ومواقع لعدوا وكيف تتم عملية التنسيق مع باقي المراصد في المواقع الأخرى من الجهة المقابلة ثم أستأذن وذهب ,ونحن ننتظر على أحر من الجمر قطعة من ذلك الكبش الذي يطبخ قرب المغارة , وبكل أسف عندما رئينا تلك الغدارة (( الصحن الوسيع)) يحملها أحد الأفغان إلينا هبينا إليه لنطير بذلك الصحن إلى الخندق , وننسى أحد الحراس فوق الموقع وكان الخندق بشكل حرف (L) مغطى بخشب وأوراق شجر وتراب, ووضعنا الطعام , وفي لحظة محاولة الأكل سمعنا صوت الطيران , من العادة نطلع نستطلع أين يضرب لأن هذا يحدد لنا هدفه من الضربة , ونستعد لخطته سواء أراد بها الاقتحام أو ضربة انتقامية أو لانسحاب.المهم لم أخرج أنا ولانور أغا من أجل قطعة اللحم , وإذا بنا نفقد الوعي لأن الضربة كانت على المرصد مباشرة , بقذيفة نص طن تتسبب بتفريغ الهواء في دائرة تقارب أربعين متر تفقد الإنسان وعيه عدة ثوان , استعدت وعي على صوت الجهاز وهو ينادي باسمي بانزعاج شديد من المأسدة لأن الإخوة هناك رأوا الضربة علينا مباشرة . حاولت أمسك الجهاز وأجيب ولكن نور قبض يدي وقال هم فوقنا ولو سمعوا المخابرة سوف يعودون للقصف , وكنا بدأنا نزيل التراب والغبار عن طبق اللحم مصرين على أكله بما فيه من تراب,إلا أن الإخوة ألحوا بالاتصال والمناداة فمسك نور أغا الجهاز وفتحه وقال: لحم يا أبو محمود لحم , وأقفل الجهاز وأخذنا نضحك وأزلنا ما على وجه الطبق من غبار وتراب وتناولناه .بعد الطعام خرجنا خارج الخندق حيث كانت المفاجئة التي قلت من أجلها حين رأيت الطبق قبل دخول الخندق في كلامي السابق ((وبكل أسف )) كان الحارس الذي تركناه مصابا بشظية في العامود الفقري أسفل الظهر وفي النخاع ألشوكي, أسرعت بالشنطة الطبية , وأخرجت سيساكون مسكن وحقنته وطلبنا بغل لنقله وكان الخوف أن يستشهد مع الحركة , وبالفعل تم نقله , ورأينا القوة قد انسحبت من قلعة تشاوني ومن الطريق الرئيس , وفهمنا لماذا قصف الطيران المرصد ,وكان اليوم الأخير من المعركة . فطلب مني وكنت قد استلقيت أحاسب نفسي على إصابة الرجل وأفكر , وطلب مني نور أن ننسحب من الموقع حتى لا يعود الطيران لضربة انتقامية , فحبذت ذلك وتمنيته من قلبي لألحق به بالشاب الذي أصيب ..وقد وصلني خبر استشهاده مساء ذلك اليوم كانت هذه المعركة أول معركة تحقق نصرا استراتيجيا على أرض الواقع , وأول معركة تأخذ صفة الحرب النظامية وليست حرب عصابات .ونتوقف هنا ونعود لتكملة بشرح مكاسبنا من هذه المعركة , وان كنت نسيت شيئا أضيفه .لكم شكري أسف على الإطالة
الجزء السادسمن مذكرات 1407هـ1408هـالجزء الثالث من معركة جاجي ((قباء))توقفنا في الجزء السابق عند لحظة انتهاء فترة ال16أوال17يوم في معركة جاجي أطلعنا على أهم الأحداث العسكرية والإدارية ,وكيف تحولت أدارت وتوجيه المعركة إلي بدون إرادة مني . وذكرت أهم المواقف فيها حتى لحظت إصابة المقاتل الأفغانيعلى سطح خندق الرصد ..وانسحاب العدو ولابد لنا هنا من وقفة لنعرف خسائرنا وخسائر العدو.الإصابات عندي في قباء في المرصد واحد ووصلني خبراستشهاده وهو في الطريق.المأسدة لا أذكر ولكن ربما أثنى عشر شهيد عربي.. مجمل القتلى من الأفغان لم يتجاوز 70قتيل...العدو حسب تصريح الإذاعة الرسمية بكابل 700قتيل من جنود الحكومة وبعض الضباط منهم روس كخبراء متواجدون .الكومندز روس وهؤلاء من لقطاء يتخلون عنهم أهاليهم في المستشفيات أو الشوارع بعد الولادة فتأخذهم الحكومة الروسية لمؤسسات وتتم تربيتهم بطريقة وحشية قاسية حتى يكبر ويصبح أحد رجال الكومندز .صفة المعركة:_• كانت هذه المعركة أول معركة تحقق نصرا استراتيجي على أرض الواقع .• وأول معركة تأخذ صفة الحرب النظامية وليست حرب عصابات.• أول معركة يشارك فيها عرب ..مكاسب المعركة:_1. أوقف العدو عند الكيلو تسعة2.. لم يستطع الوصول للكيلو سبعة وعشرون (27) عند المنطقة الحدودية , على مشارف تري منكل3. منع من تمشيط المنطقة وإخراج المجاهدين منها .4. منع من تموين البسط المتأخرة عن الكيلو(9)5. منع من زرع الألغام على الأرض الفضاء ومعبر الدخول لمنطقة جاجي أو العبور للوصول إلى منطقة لوكر التي يفعلها كل مرة يقدم على المنطقة .6. أزال بعض الكروبات التي كانت بعد الكيلو(9).7. قتل عدد يزيد عن (700)جندي من الجيش العميل . 8. إعطاب عدد كبير من الآليات والمدرعات.مغرب ذلك اليوم رافقت نور أغا الذي رفض أن يذهب بدوني إلى الموقع الرئيس التابع لنا الذي أسسته مع أميري المباشر والذي لم يتدخل بشي بعد أمر الانسحاب الأول ووصول الدعم من الأستاذ سياف والعهد به إلي . في الصباح شرفنا بالقدوم ألشيخ / عبد الله عزام والأخ/ أسامة بن لادن لأننا رفضنا النزول والذهاب لبشا ور , حيث ستقام اجتماعات وحفلات وسلموا علينا وبقوا بعض الوقت وعندما لاحظا أني لن أصف المعركة انصرفا.عدنا نحن إلى حياتنا الطبيعية , حراسات وتدريب وتناوب الطبخ , حتى احتجت لأوراق رسم للبدء بعمل خرائط للمنطقة , وأقترح صديق لي من مكة كان معنا مجاهدا , الحصول عليها من جامعة لاهور ولنسميه (ف) وهو قدم قبل المعركة بيوم وصعد قباء يوم بداية المعركة , واستدعيت لأنه سئل عني فسلمت عليه وأوصيت الإخوة به وعدت لمواصلة المعركة من المرصد , في الليل نزلت لكي أراه فأخبروني الإخوة أنه مع بداية القصف طلب الإذن بالنزول , وأفهمه الأمير بأن هذا لا يجوز ولكنه أصر لأنه وعد أمه بأن يأتي بها , فوفروا له حراسة وسيارة تقله من المأسدة ثم لفروجه وذهب __( لم يكن يتخيل أي شاب يريد القدوم للجهاد كيفية هذه اللحظة ورهبتها وخطأ عدم تهيئ الذات لها , وستكون هناك قصة مماثلة لها عندما نصل بالوصف لمعارك منطقة لوكر وهو نفسه أخذته معي, وقصة أخرى لشاب في نفس الموضوع هذا )ثم عاد بعد المعركة بفترة .. ولاحظ إني أرسلت أجيب أوراق من بشاور ولكن لما أتو بها لم تكن المطلوب فقال لي :_ نذهب لاهور , وبالفعل نزلت وذهبنا إلى مضافة الأنصار ورأيت أن الوضع غير طبيعي , وحين راني مسئول المضافة مستغربا أخذني على جنب وأخبرني بأني إنسان غير مرغوب فيه بأمر أبو عبد الله , فاستغربت لأني استمعت له أشرطة لما نزل للسعودية وتكلم في المساجد , أنه وصف المعركة ودوري فيها وكان أميري صرح لي بعد المعركة بأسابيع بأن الإخوة يقولون بأني عصيت أمر الأمير أسامة ,وأني أخذت الراية من غير إمرة وأطلق علي بعضهم اسم خالد ابن الوليد تهكما , ولكني لم أفهم منه أن الأمر بهذه الصورة والحجم , حتى وصلت المضافة , كان سكن أسامة خلف المضافة فخرجت وذهبت إليه حتى أتأكد منه شخصيا , لأني لم أكن مصدق أبو أيوب العراقي فرئيت أسامة عند الباب يهم بالدخول , فأسرعت إليه ومددت يدي لكي أصافحه , إلا أنه عاجلني بكف على خدي الأيمن فانضبطت في وقفتي وأدرت له خدي الأخر , فتركني واقفا ودخل للبيت .تصور معي أنك مفارق أخ لك لفترة وتقدم إليه وليس بينك وبينه مشكلة ولم ترتكب ما يغضبه منك , وتقابله على باب بيته , وبدل أن يدعوك للدخول يضربك كف دون أن يشرح السبب ويدخل ويقفل الباب ؟؟؟؟.. أصبت بالذهول !!! وقفت مكاني وبدأت الأحداث تتسارع أمام عيني أبحث عن غلطة فلا أجد .انطلقت إلى بابي سكن الأستاذ عبدرب الرسول سياف , استقبلوني بشكل لم أكن أتوقعه , وفي نفس الوقت لا أرغبه لما فيه من حفاوة أخجلتني , ولم أكد أجلس إلا وهم يقدمون لي الطعام , وبآنية غسل اليدين وأنا في مكاني , وعدد من كمندانات سياف يقفون في خدمتي , تناولت الطعام وقالوا:- الأستاذ سياف يريد رؤيتك وتتعشى معاه قلت طيب ,أوريد أن أنام وكانت غرفة بسرير مجهزة , ووضعت رأسي وذهبت في نوم عميق.مساءً قابلت الشيخ سياف في نفس السكن , ومعه عدد من الكومندان والمشايخ ليعرفهم بي , ويعرفني بهم وكان من بينهم حاج سيد محمد حنيف أمير لوكر , الذي أتى بالكبش لنا أثناء المعركة , وبعد حديث طويل وكنت قد رأيت الأستاذ سياف أسر في أذن سكرتيره بشي أثناء الحديث وذهب , في نهاية الحديثقال :- الشيخ محمد حنيف أستأذنك يا أستاذ بأن أأخذ فلان معي للوكر , وموضوع منع العرب أنا أتكفل به مع مشايخ المنطقة , لأنه كان ممنوع دخول العرب إلى هناك ) فوافق عبدرب الرسول , في هذه اللحظة دخل السكرتير ومعه شخصين من الفلبين بملابس ضباط , فأمرهم بأن يكونوا هم وعدد ثلاث آخرين تحت إمرتي وأمرهم بأن يأخذوني إلى معسكر صدى لكي أرى الكلية , وأن أزود بكل ما أطلبه .ثم تركت مجلسه للغرفة المجاورة لأخلو بنفسي وأفكر في ما فعله أسامة معي.فلم أجد سببا غير أني استلمت زمام المعركة من الأستاذ سياف , وهو الأمير العام على الجميع ومن يجب طاعته , تذكرون لمن قرأ أحداث بداية المعركة والأوامر الثلاثة المتناقضة وهي الأمر الأول ببقاء قباء ثم تحول بهذا اللفظ ((( قباء لها الخيار بالبقاء أو الانسحاب)) ثم لما وصل فروجه أمر بالانسحاب , ورفضت ذلك . وكل ذلك حدث دون أن يسألني كراصد عن رؤيتي للوضع.فهل يوجد قائد يخير جناح من أجنحته بين الانسحاب أو البقاء , ثم هذا ما حدث في المعركة الأولى التي استشهد فيها الزهراني , وكنا لم نبدأ المعركة وجه أمر الانسحاب. ثم أني كلفت تكليفا من القائد العام ولم أغتصبها .هنا نتوقف للمتابعة في الجزء السابع إن شاء الله
الجزء السابع لمذكرات 1407هـ 1409هـو معارك منطقة جاجي والمأسدة وقباء الفاصلة :لم أستطع المكوث طويلا في بيشاور ولكنها كانت فرصة لأتكلم مع والدتي هاتفيا رحمها الله وبمجرد أن ألقيت عليها السلام وكأنها خافت أن يقطع الخط من لهفتها قالت :- يا ولدي قلت:- نعم يا أمي ؟؟قالت:- إياك أن تقع أسيراً ياولدي برضايا عليك .واستطردت قائلة :- والله ينصركم جاءتنا أخباركم وأخبار انتصاركم وفرحنا لكم وحتى التلفزيون نقل الأخبار .كان هذا بالنسبتي لي بمثابة الأمر والضوء الأخضر المفتوح لموافقتها على استمراري في الجهاد ,في الجهاد وكنت متخوفا من أن تطلب مني العودة.حزمت متاعي في ذلك اليوم وتوجهت إلى صدى كلية الأستاذ سياف وهناك أطلعت على التدريبات والأقسام والإمكانيات المتاحة فيما لو احتجنا لدعم وأخذت معي باقي المجموعة الفلبينية وكان من ضمنهم أبو سياف الفلبيني , وعلى رأسهم أبوا لحسن الأندنوسي وحصلنا على ما نحتاج إليه من أدوات مسح وقياس مسافات , وانطلقنا إلى (فروجه) ومن ثمة إلى قباء ونزلت في موقعنا المعتاد مع أميري وصديقي المحبوب ( أبو عبدالرحمن ورتبت ارتباطي بمعسكر الأفغان المجاور وأصبحت كهمزة وصل وارتباط بين الجهتين لأن ألإخوة حتى تلك اللحظة لا يرغبون الارتباط أو العمل مع الأفغان في معسكرات القتال التابعة لهم , وفي هذه المرحلة نزل الأخ أسامة أعتقد للسعودية وترك المأسدة لأبو عبيدة البنشيري كأمير لها يناوبه مباشرة أميري (ابوعبدالرحمن) .بدأنا خطواتنا الأولى بمجموعة الأفراد الذين كانوا معي بدون أن يعلم أي من الطاقم الأفغاني أو العربي ماذا نعمل بالضبط , وكنا نبقى في المرصد وفي الليل يتم التسلل لقرب مواقع العدو لمهمتين متلازمتين • الأولى:- نزع الألغام .• الثانية:- 1. قياس المسافات بين مواقع العدو.2. تحديد مستودعات الذخيرة والسلاح . 3. تحديد مستودعات الإعاشة .4. تحديد مواقع الخنادق .5. قياس زوايا الأهداف وتمكنا من البدء في رسم خرائط بحسابات دقيقة للغاية , وترقيم للأهداف وكنت أنتظر الطلب في أي لحظة من جهة أمير منطقة جاجي سيد محمد حنيف للدخول معه إلى منطقة لوكر , بعد أن أخذ موافقة شيوخ القبائل .واخترت عدد اثنين من الإخوة الذين رغبوا الدخول معي أحدهم أبو حبيب والأخر (ف) وبالفعل وصلني مرسل وتوجهت بالإخوة إلى فروجه وتركت مجموعتي المصغرة مع الأخ أبو الحسن الأندنوسي .وهناك وجدت الشيخ سياف مرسل عدد 1مجاهد عربي ويطلب مني أن أصطحبه معي وكان من المدينة المنورة . تم تجهيزنا بالسلاح والذخيرة وما يلزمنا وقبل أن أنزل من الجبل فاجئني الدكتور ضياء وقد أحضر لي معه (جزمه رياضية ) جديدة ولا أعرف من أخبره أني بحاجة إليها بالفعل , وسلمني أمانة لشراء خيل للسفر عليه ويربط في سبيل الله , وبالفعل بعد التجهيز أرسل معي أمير لوكر بعض الأفغان إلى سوق الخيل واشتريت بالمبلغ خيل واحد.انطلقنا سيرا على الأقدام ولمدة ثلاثة أيام ونحن نصعد مرتفعات شاهقة ونتسلل من خلف خطوط العدو في سرية كبيرة للغاية حتى وصلنا القمة المشرفة على وادي سرخاب , وسمي سرخاب يعني أحمر (( بمعنى وادي الموت )) وقليل ممن دخلوه خرجوا منه لوعورته ووعورة الجبال المحيطة به ولانكشافه لضربات العدو.خيمنا بمرتفع الجبل بين الجبال وذهب المستكشفون. بعد أن تهيئة الفرصة بدأنا في النزول إلى الوادي حيث اخترنا مغارة من طين قوي جاف ورابطنا بها وكنا نتوقع من بدو المنطقة ممانعة لوجود العرب . بدأنا نعد العدة لعملية اقتحام ( كروب ) وأرسل إليهم خطاب الدعوة للعودة للدين وترك الحزب الشيوعي العميل .فيما نحن نعد عدتنا للهجوم وكان أبو حبيب يعود كل يوم ومعه صيد العشاء الوبر , والذي كان الأفغان يعتقدون أنه فأر جبلي صديقي (ف) بدأ يشعر بوعكة , وأعصابه غير مرتاحة فأرسلته لكروب تابع لنا في المقدمة , لأنه حدث بينه وبين المدني بعض التنافر , ثم استدعيت بعدها بيومين من جهة الأفغان لكي أجلس معه وأهدي أعصابه لأنه يغضب بسرعة فطلب مني بسبب وعكته أن يعود إلى جاجي المأسدة فكلف الأمير حارسان لإيصاله هو والمدني وبقيت أنا وأبو حبيب الذي كان مصرا على الشهادة بأي شكل كان .في الليلة المحددة تقدمنا لكروب العدو ؛ ووجه له نداء أخير بضرورة ترك الحزب الشيوعي بمكبر الصوت أو القتال , وكان الجواب طلقات نارية وبدأت المعركة وقتل منا واحد وأصيب أحد كبار الكمندان معنا وقتل منهم عدد كبير وانسحبنا بعد تركهم الموقع ليلحقوا بالجبال حيث لهم بعض المراكز وبدأت المدفعية تقصفنا بشكل جنوني .عدنا أدراجنا أنا وزميلي ومعي مجموعة من الأفغان إلى موقعنا في الوادي ونمنا بعد ليلة حافلة بمشقة وتعب شديد ؛ وحين استيقظنا كان الطيران يضرب موقعنا مباشرة والغبار أعمى أعيننا إلا أني ألتزمت زميلي وحاولت أن أحجره في أقصى المغارة وهو يحاول أن يفعل ذلك بي وكان تنافساً عجيباً وكل يريد أن يؤثر الآخر على نفسه .بعد انصراف الطيران خرجنا نتفقد الوضع كان الجميع بخير, ولكن خيلي قد أصيب بشظايا في الصدر والرقبة , فعملنا له إسعافات أولية ريثما نرسله لطبيب بيطري في القرية المجاورة , إلا أنه ذهب خلف بعض التلال واستلقى ومات.وبقينا ننتظر لعلنا ندخل عملية أخرى فنحظى بالشهادة , وتعرفت في تلك الفترة على كومندان قوي للغاية ويدعى المعلم تور وكانت سجيته سجيت العرب وينكر القبور والتمائم وله اجتهاد في تغيرها .وتقدمت إلى منطقة تدعى زرغون شهر عبارة عن قرية صغيرة ونزلت في منزل كومندان جان أغا وكان من أهم قادة المنطقة .واستمر بقائنا حتى وقت تقدم القوة كعادتها المتبعة في تموين البسط , ومع كثافة الضرب اضطررنا للصعود للجبال المحيطة بالوادي وهناك نصبنا خيامنا كقافلة . خرجت أنا وزميلي أبو حبيب لنتمشى قليلا , فإذا بالطيران يضرب ويصيب الخيمة التي كنا بها الضربة الأولى وتمزقت , فلجأنا لتجويف صخري لا يسع لشخص واحد و تعاز منا عليه وكل منا يرفض الحصول عليه ويريده للأخر قررنا الجري لسفح جبل ترابي على مقربة منا ونحن نتشهد وانبطحنا و لك أن تتصور سماع أزيزي الشظايا وهي تمر من فوق رؤؤسنا .أسقط أحد أخواننا المجاهدين الأفغان طائرة حربية بستنكر مما جعل الطيران لا يعود إلينا حتى غادرنا المنطقة متجهين إلى جاجي .وبعد مسيرة أيام وصلنا فاتجهت لقباء .اجتمعت بأخي (ابوعبدالرحمن) وكان أصبح مسئولا عن المأسدة وشرحت له ظروف المنطقة لوكر كما كنا قد اتفقنا وأخبرته بوجود قبور عليها أعلام وتمائم , وأن مجال الدعوة مفتوح إذا أحسنا اختيار إخوة يحسنون الدعوة ¸وأني أخذت وعد من أمير لوكر أن أدخلهم معي العام المقبل فرحب بالفكرة .وكنت أعلم أن القوة ستمر على عدة مناطق ثم ستأتي .عندما وصلت كان الإخوة الفلبين قد أكملوا ما بدأنا .وكان يجب أن يعلم بأننا مستعدين له أكثر من المرة السابقة , فأخذت الإذن من أميري (ابوعبدالرحمن ) والذي أصبح في المأسدة مسئولا عنها بالضرب , بآلات المأسدة التابعة للعرب فأذن لي واخترنا أهدافنا بدقة متناهية , ووقت مناسب تماما وبدأنا نخبرهم بوجودنا , وأننا في وضع أفضل واختيارات أقوى, وتصويب دقيق أجبرهم ذلك على ترك أحد مواقعهم وأصبحوا في حالة من الذعر إذ أصبح من الصعب أن يذهب أحدهم إلى دورة المياه أو المستودع , وهو لا يتوقع نزول قذيفة (بي ام12) على رأسه .في الوقت نفسه بدأنا دورة تدريب قوية أسفل الجبل على مختلف الأسلحة رتبها أميري(ابوعبدالرحمن) وكنت أقوم بتدريب المجموعة فوق الجبل على الأربيجي , مستغلين هذه الفرصة لتمشيط مناطق نعتقد بوجود ألغام بكم هائل بها , وأصبح العدو يسمع ويرى ضرباتنا فتختلط عليه أصوات التدريبات مع الضرب الذي نصيبه به .. هناك بعض العمليات الصغيرة التي قمنا بها أتركها لمناسبة أخرى حتى لا أقطع التسلسل التصوري للإستراتيجية التي أتبعناها لنوهم العدو بأن قوتنا أضعاف تقديراته , وما ينقله إليه المنافقون من معلومات عنا.فجر يوم التحرير للقلعة تشاوني عام1408هـ , وليعذرني القارئ عن التحديد في التاريخ ولكني أعده بأن يعرفه قريبا , ولعل بعض الإخوة من جماعة الأستاذ سياف متابع الموضوع , فيزودنا بتسجيلات صوتية للمعركة كاملة والتواريخ وأنا أعلم أنها في أرشيف الأستاذ سياف .كان الإخوة في المأسدة قد قاموا بعمل مراصد أخر على جبال أعلى وأبعد كما قاموا بالالتفاف خلف قلعة تشاوني وكان أميري (ابوعبدالرحمن) منهم وزرعوا متفجرات في طريق القوة القادمة , وبدل أن يهاجم هو , نحن من هاجمه قبل وصوله إلى القلعة بطليعة بسيطة ولكن .ما كان وقد سمعه طوال السنة وفي الفترة الأخيرة تأكد له حين بدأ الضرب عليه من جهات مختلفة ولم يدخل قلعة تشاوني إلا مرعوبا (( قرأت الأحداث فعلمت أنه ينوي)) ألانسحاب من المنطقة بعد مناوشات لمدة يومين , فأخبرت الأستاذ سياف عبر الجهاز اللاسلكي بواسطة مركز الاتصال , وكان الشيخ سياف في فروجه يتابع الحدث وقلت لضابط الاتصال أبلغ الأستاذ بأنه قد بدأ العد التنازلي . كان في ذلك اليوم قد وصل أخونا أسامة , فدخل علي في المخابرة الأخ/أبو قتيبة وكان مرافقه الخاص وسألني :- ماذا تقصد بالعد التنازلي وكان من الصعب أن أجيبه خاصة وأنهم غيروا الشفرة العسكرية , ولم يزودوني بصورة منها وكان الضرب عنيفا ولكن أكثره من أسلحتنا على العدو فقلت له يا أبا قوتيبة :- يعني 10-9-8-7-6-5-4-3-2-1أطلع لي حتى أفهمك بعيد عن الجهاز .في الليل وسبق أن كنا قد حددنا مواقع المخارج والمستودعات المطمورة تحت الأرض , وكانت المفاجئة التي جعلت العدو يخرج بما خف حمله وغلي ثمنه وبينما هم يعدون للانسحاب بدأنا الضرب الساعة التاسعة مساء ولم يتوقف إلا الساعة العاشرة والنصف بأمر من أميري لأنهم رأوا أن الضرب في الليل ليس له فائدة لأن الجميع لم يكن يعتقد بانسحابهم .كنت متأكدا أننا أثرنا فيهم تأثيرا فظيعا , ونمت وفي الصباح صعدت لمرصدي , ودققت بالمقرب في حراس قلعة تشاوني فتأكد لي بعد دقائق أنها دمى منصوبة فأبلغت الجميع , وكان بعض المجاهدين الأفغان يتسابقون على الغنائم ويقفزون بوستة الجبل . فأكدت للجميع بأن العدو قد أنسحب وطالبت بوقف ضرب الأسلحة الثقيلة التي يستخدمها الإخوة من المأسدة .ثم تواردت إلينا البشائر بانسحاب العدو عدت إلى كهفي لأعد نفسي للعودة إلى بيشاور , ولكني فوجئت قريب بعد الظهر بقدوم الشيخ الدكتور عبد الله عزام لموقعي بعد أن رفض أن يدخل مع أحد من فروجه أو من المأسدة إلى تشاوني وأصر إلا الدخول معي , وكان شرفا عظيما لا يماثله شرف وموقفا جعلني أنظر لهذا العالم الرباني العامل وهو بهذا التواضع الكبير. وبهذا تحملت تكليف جديد لأني لم أكن أرغب بالذهاب للقلعة خوفا من التصوير .طلبت من الإخوة التجهيز للسير تسعة(9 كيلوا) للقلعة مشياً على الأقدام ورسمنا أنا وأبو الحسن خط السير لنتجنب الألغام الأرضية , وحين خرجت وجدت الشيخ يقف في الطابور مما أخجلني , وهنا أخبرت الإخوة بأن أميرنا وشيخنا وقائدنا هو الدكتور عبد الله عزام وأنني الدليل للطريق وسرنا بترتيب في خط واحد واجتزنا منطقة الألغام حتى الطريق الذي مرت عليه دباباتهم وآلياتهم ووصلنا المسير حتى أدخلت الدكتور القلعة ووجدنا التصوير ساري على قدم وساق والإعلام متواجد والغنائم تحصى وتعد فتركته عند الباب واستأذنته فابتسم وأذن لي .عدت مباشرة إلى فروجه بانتظار أن أجد سيارة تذهب إلى بيشاور وأنزل إليها فمهمتي في المأسدة وقباء انتهت والوعد الذي قطعناه على أنفسنا بخصوص الزهراني حققناه , ورغبتي في القراءة تستعجلني , نمت تحت شجرة في ساحة المعسكر في انتظار وصول السيارة ,فجأة وصلت وبها الشيخ / عبد المجيد الزنداني وكان السؤال من يذهب به لمقابلة الدكتور عبد الله عزام في قلعة تشاوني , أو مقره في القرية المجاورة للقلعة بعد انتهاء المشاهدات لداخل القلعة, ولم يكن أحد غيري يرشح لهذه المهمة فقبلتها , أحضرت الخيول للشيخ ومرافقيه , أخذ الشيخ بزمام الخيل فجلست أنا على الأرض بنصف ركبة وجعلت من فخذي كالدرجة لكي يضع الشيخ رجله على فخذي ويصعد إلى ظهر الخيل , فتغير وجهه ورفض بشدة وبدأ يمشي وهو يمسك برسن الخيل حتى وجد صخرة فاعتلى عليها وركب ظهر الخيل وسرنا , وفي الطريق مررنا بمواقع للعدو فتكلم هو ومن معه .قال لي:- لي هل تسمح لنا بأن نضرب على هذه المواقع لنشفي صدورنا.قلت :- لقد شفينا صدوركم ولكن من باب الرماية أن لكم بطلقة واحدة لكل واحد , خوفا أن يظن الإخوة في المنطقة أن هناك هجوم.فأطلقوا وسرت بهم حتى وصلنا لموقع الدكتور عبد الله عزام ونزلت معه ودخلن وكان هناك جمع كبير من المجاهدين , فسلمت على الشيخ واستأذنته بالذهاب فنظر إلى وابتسم .عدت مرة أخرى إلى فروجه ومنها إلى بيشاور .المؤسف له في ختام هذا النصر , والعجيب فيه , أني قررت النزول فورا من قباء لا أعلم لماذا , وبقي الكروب الأفغاني الذي كنت معه تحت قيادة كومندان نور أغا وهو بدوره وكل غيره وذهب ليرى موضوع الغنائم وبقي المجاهدون الأفغان بسبب التعب , وناموا ليلا بدون حراسة فدخل عليهم بعض المنافقين وقتلوهم وهم نيام بالسواطير ولم ينجو منهم أحد.أما أنا والضباط الذين كانوا معي كنت قد أرسلتهم إلى بيشاور بمجرد عودت من لوكر وإتمامهم مهمتهم .نتائج معركة جاجي الأخيرة:-1:-سقوط قلعة تشاوني بيد المجاهدين .2:-قتل عدد كبير من العدو واستسلام البعض .3:-إصابة بعض إخواننا منهم من بتره ساقه.4:-فرض دخول المعركة للإخوة العرب التي كان يحاول البعض جعلها صورية وحالة تدريبات فقط.5:-اشتراك فعلي بين العرب والأفغان في المعركة به نصرنا الله.6:-تدخل الدكتور عبد الله عزام بين الأفغان حتى لا تحدث مشكلة على سلطة الأرض المحررة.7:-ترحيب الأفغان عموما بتواجد العرب في الجهاد .8:-تغير نظرت المجاهدين العرب من البلدان الآخرة نحو المجاهدين من بلاد الحرمين .سيكون حديثي في المرة المقبلة:-1:- معارك لوكر ودخول الإخوة من المأسدة مع أميري في قباء وصديقي (ابوعبدالرحمن) إليها .2:- الانقلاب الأبيض على أمارته للمأسدة والمجموعة العربية التابعة لأسامة بن لادن .. في لوكر
الجزء الثامن من مذكرات1407هـ 1409هـبعد انتهاء المعاركة الفاصلة في جاجي وقباءعدت إلى بيشاور فورا إلى مضافة الشيخ / عبد الرب رسول سياف في بابي وهو معسكر , ولنسمه مخيم للمهاجرين الأفغان , والمضافة لاستقبال الجميع ممن يزور المخيم من العرب أو المجاهدين من مختلف الجنسيات , كانت شبه خالية فالجميع تقريبا سافر الى جاجي ليلقي نظرة على قلعة تشاوني , ولكن وجدت محمد نور مسئول المضافة وسكرتير للشيخ/ سياف وقد لاحظت أنه كان ينتظر قدومي , ورحب بي .وقال :- الأستاذ سياف يقول لما تريد الذهاب لأي مكان بلغنا نعطيك حراسة .قلت :- الحارس هو الله .لم يمضي على دخولي المضافة نصف ساعة إلا وهي أصبحت كخلية النحل وصالة الاستقبال الكبيرة قد امتلأت بشيوخ قبائل كومندان أفغان , والفناء بدء يمتلئ , وإذا ابوالحسن الأندنوسي وأبو سياف الفلبيني وباقي المجموعة ,التي كانت معي في جاجي يحضرون , ودبة الحركة بشكل متسارع في المطبخ , وقدم الشاي الأفغاني ومعه الحلوى , ويتكلمون ولكن لا أفهم ما يقولون , وحضر الطعام ومدة سفر طويلة جدا وقدم الثريد (( مرق بالحم وفتا بالعيش )تناولت الطعام .وكان من المتواجدين بعض الإخوة من السعودية الذين قدموا ليروا الوضع أو لتقديم مساعدات مادية للمجاهدين الأفغان , وأخ الحاج سيد محمد حنيف أمير لوكر وهو أيضا من خريجي جامعة المدينة المنورة ويتكلم العربية بطلاقة رائعة , والذي أصبح وزيرا للتعليم في أول حكومة انتقالية في المنفى .ووجه حديثه إلي ولبعض الكومندان والمشايخ الموجودين .وقال :- وقال نحضر القادة جميعا وندخلهم غرفة الاجتماعات ونغلق الأبواب فإما أن يبايعوا أحدهم أو نقتلهم جميعا.ويقصد ( سياف وحكمت يار ورباني ومجددي والباقين ) والتفت إلي وقال :- وآلا أيه رأيك يا أبا (ز)قلت:- أظن بأن الدكتور عبد الله عزام سيحل هذه المشكلة .استأذنت وقمت لغرفة النوم وأخرجت مصحفي الجيب وهو الشئ الوحيد الذي سلم من حقيبة أغراضي التي كانت في موقع بدر بعد قصفها واحتراق كل شي فيها , قرأت قليلا من القران ونمت .في المساء طلب مني مرافقة القادة ولم أكن أعلم بأن هناك اجتماع كبير وحفل في بيشاور , وحين دخلت رأيت الدكتور عبد الله عزام ووجهه عليه فرح عظيم , فعلمت أنه أستطاع التوفيق بين القادة سلمت على الجميع وجلست , وبدأ إلقاء الكلمات فانتبهت لعملية التصوير وحاولت إخفاء وجهي ولكن المصور يمر على الصف بصورة منتظمة , فقررت الهرب وخرجت وانتظرت في البهو الخارجي , حتى وقت الطعام ثم العودة لبابي .في اليوم الثاني عرض علي لأني أرفض الحراسات أن أسلم سلاح شخصي أحمله في بيشاور ولكني رفضت وتركت الأمر لله , وطلبت بأن أذهب إلى المنطقة الحدودية حيث يباع السلاح , وهناك اخترت مسدس عبارة عن قلم جيب بطلقة مسدس ربع ( أصغر أنواع السلاح) واشتريته , وكان لي معه موقف طريف , لأني حين عدت أردت التمرن عليه في الباحة الخارجية في المضافة وكان القادة مجتمعون في الداخل , وأنا ألعب بالمسدس انطلقت منه عيار أحدث إرباكا وحين حضروا الحرس وجدوني أنظف قلمي .في الفترة هذه أصبحت ضيفا على العديد من المشايخ وتوالت الدعوات , وأمير لوكر عمل وليمة ضخمة لي في منزله حضرها جميع مشايخ كومندان لوكر ومناطق أخر , وأخبرهم بحضوري بأني سأدخل لوكر هذا العام ومعي مجموعة من المجاهدين العرب فوافق الجميع , وأمر ببدء إجراءات الاستعداد للدخول .بعد أيام اجتمع معي أمير لوكر في المضافة على انفراد ورسم لي خطوات التحرك وكان لابد أن أسبقه لكي اطلب من أبو عبدالرحمن الاستعداد إذا كانوا راغبين في الدخول إلى لوكر , وكان حينها أميرا للمأسدة . وتركت ترتيب دخول العرب من بابي القادمين عن طريق الأفغان للأمير وأستلم خدمتهم من فروجه حين بداية المسير .وصلت المأسدة قريب الظهر وكان الثلج يغطي المنطقة ودخلتها برغم الحظر الذي علي , لأن المجاهدين الأفغان يكنون لي مودة خاصة والمجاهدين العرب يحبونني , وكان الإخوة مع ابوعبدالرحمن سلفي المنهج ,والتقيت أبو عبدالرحمن وحدثته بأمر الدخول فوافق وقال :- أجهز مجموعة صغيرة تدخل معك أرسلها الى فروجه والحق بكم بعد أيام وحدثني عن صراع يحدث بين جماعة الجهاد وجماعة الإخوان وضغط عليهم ,وأنه اقترح بعمل قاعدة بيانات بأسماء الإخوة العرب حتى يعرف من يقتل وإبلاغ أهله , وأيضا لنبقى على اتصال , وأنه اقترح بتسميتها القاعدة . وكان أسامة في الخيمة مجتمعا بعدد منهم , فدخلت وسلمت على الجميع وخرجت وعدت لفروجه , اليوم الثاني فاجئني الدكتور ضياء صاحب المكتبة المشهورة بجدة في حي الجامعة بقدومه أيضا وإحضار مبلغ لخيل أخر لربطه في سبيل الله , وبالفعل اشتريت خيلا وبقيت في الانتظار .كان من الواضح وكما أخبرني ابوعبدالرحمن أن المجموعات حول أبوعبدالله ( أسامة ) تمر بمخاض وصراع قوى فأبوا حنيفة صديق أسامة من المدينة عاد الى المملكة وفي نفسه شيء وبالفعل لم يعد أبدا .ومن ناحية أخرى بدأت فجوة بين أسامة والدكتور عبد الله ولكني فهمت أن سببها يعود للمنهج حيث يريد الشيخ عبد الله عزام التركيز على أفغانستان والعمل بإخلاص مع الأفغان حتى انتهاء قضيتهم وهذه نظرة شرعية يجب الالتزام بها , وكان هذا تصوري الذاتي ورأي المتواضع لنفسي ومع نفسي .ومن جهة أخرى الجميع غير راضين عن منهج ابوعبدالرحمن وهو المنهج السلفي .أنا بطبعي لا أحب هذه المسميات وافهم أن الارتباط بالكتاب والسنة والنظر من خلالهما ابتداء هو المنهج السليم وهو ما كان عليه الرسول والصحابة ويتجرد كل شخص بذاته للكتاب والسنة وتبنى باقي العلاقات الاجتماعية من منظارهما بدون تعصب أو مجاملات أو قيم مادية .حتى أني أخطئ بعض التصورات والأفعال ممن يدعون انهم على المنهج السلفي للخلط الواضح في بعض المفاهيم , ولتعصب أراه أخذ في النمو لمشابهة الشيعة قي ما يسمى بالحوزة وتزكية الأئمة ووقف الاجتهاد والاقتصار على الفتاوى القديمة ومحاولة تطبيق بعض هذه الفتاوى في الزمن الغير المناسيب , والحكم بها على قضايا لم يسبق حدوثها , والحكم يجب أن يكون مختلفا.عموما الجميع في نظري مسلمين بين مخطئ ومصيب في اجتهاده ولم أبح لنفسي البحث في مناهجهم أو الحكم بها على الأفراد جميعا ولست متفرغا لمراقبة الآخرين والتفتيش عن سوأتهم , ولكني أبغض المقلدة وبالذات ممن منحهم الله الأدوات لمعرفة دينهم وتعلمه وبالذات التوحيد وذلك لأمر الله ( واعلم أنه لا اله إلا الله ) ثم أني لا أحب الخوض في هذه القضايا لأني جئت لمهمة واحدة نصرة المسلمين من هؤلاء وعدم تمكين الشيوعية المنكرة لوجود الله من الانتشار , وهدف آخر بعد ما رأيت من تعاويذ , وهو الدعوة للتوحيد ولهذا خططت لإدخال مجموعة أبو عبدالرحمن لمنطقة لوكر .وصل بعد أيام مجموعات المجاهدين ومجموعة العرب من بابي التابعين لعبد رب رسول سياف واستلمتهم وكانوا قد حصلوا على معونات مالية من الهلال الأحمر , ولم أكن أعلم بأن الهلال يقدم معونات , لأني لم أقابل الجليدان مدير الهلال بعد قدومه الى جبل قباء في المعركة الأولى وأخذي الزوم الحربي من مرافقه .وقدموا بعض شباب المأسدة , وبدأنا المسير باتجاه الداخل مناطق جاجي وهي تتكون من عدد كبير من القرى .لم نعد مضطرين هذه المرة لتسلل أو صعود جبال منحدراتها خطرة , وتمكنا من استخدام شاحنات وسيارات للمرة الأولى بحيث خف عنا عبأ ثقيل , ووصلنا للمنحدر الرئيس لنا لتنسيق الهبوط لوادي سرخاب تفادياً للطيران , وخيمنا هناك وبدأ الأفغان تطهير الكهف الذي نعده كمأمن حال القصف الجوي , ولكني كنت أتفادى الدخول فيه عند القصف لأن المعبر الذي يوازيه عرضه لا يزيد عن أربعة أمتار مما يعني لو تساقطت صخور كبيرة من الجبل سوف تقفل فتحت المدخل إليه .نرسم خططنا استدعاني الأمير حاج سيد محمد حنيف وحين وصلت وجدته فاتح خريطة مرسومة وبداء بالشرح وكان من المقرر أن أنزل بمن معي مع كومندان جان أغا لوادي سرخاب وأخيم هناك , وأن أقوم بما أراه مناسباً بحسب الحالة والوضع في الواقع , فعبرت له عن رغبتي باتخاذ مواقع في القرى مخفية للضرورة ورغبتنا للوصول لأقرب المواقع للعدو , فوافق على أن أنتبه أن لا يثيروا الإخوة مشاكل مع بدو المنطقة .تركت الإخوة في موقعهم في الأعلى بإشراف أحد الإخوة وأصارحكم , بأني كنت أرغب في الهرب من تحمل مسؤوليتهم بعد أن قتل الأفغاني فوق خندقي يوم قصة اللحم , وبعد قتل المجموعة التي اشتركت معها في قباء وهم نائمون , ولكن قصة الأفغاني الذي استشهد فوق خندقي كانت تؤرقوني .وصلنا وبدأنا نرتب تحصين موقع أساسي بوادي الموت في عصر ذلك اليوم , رأيت أحد الأفغان قادما إلينا بفرس أسود جميل شبه طائر فأدركت أنه عربي مهجن ووقف بالقرب منا وكان يحمل معه على الخيل خروف , لضيافتنا من الكومندان جان أغا , بصراحة أعجبني الفرس قمت واتجهت إليه لكي أتأمله فوجئت بأنه بلا سرج يعني راكبه فارس محترف , لاحظ الأفغاني وأنا أعاين الفرس فقام وفك رباطه وناولني الزمام وترجم الأمير ,وقال :- يقول هو لك هدية .فرفضت ولكنه أصر بشكل شديد فاشترطت أن يأخذ خيلي وبعد إلحاح قبل , ووضعوا لي السرج لكي استمتع قليلاً بركوبه , لم أركب خيلا قط بهذا التوازن , وعدم الطربلة , و الطربلة هي ارتطامه بالأرض وينتج ذلك عند عدم تناسق قوائمه في الحركة ولقد أحببته لدرجة أني رغبت أن أنام قريبا منه خوفاً عليه .انتهينا من استعدادنا , وفي اليوم الثالث دخلت مع جان أغا إلى قرية زرغون شهر , وكان التوت الأبيض يغطي أي مكان نتوجه إليه , كل ما علينا فعله هو الإنحاء على الأرض ولقطه , بعضه ناشف قليل مع الشمس وفيه لذة عجيبة وبعضه له أيام وقاسي قليلا يعطيك طعم أخر ولذة مختلفة وبعضه جديد , وأي شجرة نمر بها لونها أبيض من كثرت التوت نقطف ونأكل . بقيت لدى الكومندان جان أغا واجب الضيافة كما هي عادتهم ثلاثة أيام في منزله بالقرية تعرفت خلالها على أهل القرية وتعرفوا بي.أرسلت في طلب الإخوة ووصلوا إلى الوادي وبدأنا نعد إستراتجيتنا وصهرت المجموعتين العربية مع بعض تقريبا واتخذنا مواقع تسلسلية , عبورا لصحراء لوكر حتى النهر وبقينا بجوار النهر تحت نظر كروب العدو .في أول يوم لنا عبورا لقرية أخرى بعد زرغون شهر شبه مهجورة التقينا برجل كبير في السن , ومعه غلام يبلغ من العمر ما يقارب تسع سنوات كانت عيناه متورمتان لا يستطيع النظر بهيما فضلا عن فتح إحداهما , وبمجرد أن راني أسرع إلي وطلب مني أن أرى ابنه وحالته , وكان يضع في حلق الغلام أكثر من سبع تمائم وكان قد عرف عني أني كثير الدعاء وأني مستجاب الدعوة , من بعد معركة جاجي الأولى , قلت له :- تريده أن يشفى قال نعم قلت أفعل ما أراه. قال :نعم فبدأت بالتعاويذ واحدة واحدة أقراء المعوذات وأفكها حتى انتهيت منها ثم وضعت يدي على جبهته وقرأت ما تيسر ورقيته بالدعاء وطلبت منه أن لا يضع له تميمة فوافق وأخذت التمائم وانصرفنا عنه فتحنا تلك التمائم فإذا هي طلاسم و أتلفت .اتخذنا موقع جيد , وبدأنا بدراسة المنطقة , وأرسلت في طلب المجموعة الفلبين مع بعض الأدوات وكان معي فقط ابوالحسن .في اليوم الثالث أو الرابع إذا بذلك الرجل والد الغلام يأتي ومعه هدايا وطعام ومعه الغلام وعيناه كأن لم يكن مر عليها مرض قط وأخذ يبكي ويدعي من الفرح , فقلت له :- ليس منا .. إنما التمائم هي التي زادت مرضه لأنها اعتقاد فاسد, وبدأت أكلمه بطريقة مبسطة سلسة فاقتنع , كيف لا وهو رأى ابنه شفاه الله بعد خلعها رفضت الهدايا فأصر على أخذ الطعام فقبلت منه , وصار كل يوم يأتي ويخدمنا هو وأبنائه .كان معي من ضمن مجموعة الأستاذ سياف الأخ محمد مكي إنسان خلق هادئ لسانه رطباً بذكر الله , قمنا أنا والإخوة بطلعات استكشاف بطريقة التسلل , وكان سانحاً لنا إسقاط ثلاث مروحيات في وقت واحد , ولكن العملية تحتاج إلى عدد أكبر من سلاح الأربيجي وينقصنا ما يزيد عن خمسة آربيجي , فأرسلنا بطلب المدد وكان أبو عبدالرحمن أمير المأسدة قد وصل إلى الوادي والتقى به المر سول في الطريق , فوجهه إلى المأسدة وأنا أرسلت لإحضارها بطريقتي , وصل أبو عبدالرحمن وأعجبه ما رتبفي اليوم الثالث لوصوله , وصل أبو طلحة الشركسي , وأبلغ ابوعبدالرحمن بأنهم يريدونه في المأسدة للأهمية فانطلق من لحظتها , وأنا فضلت أن أسحب الشباب للوادي بعد أن بداء أبو طلحة يغير المخطط واجتمعت معه ومع الأفغان , ولكن كان كلامه يدل أن لديهم عزيمة للخروج من لوكر وأنه قدم لتنفيذ هذا التوجيه تركته في الموقع وانسحبت بمجموعتي , وما أنا توسطنا الطريق حتى هاجمتنا طائرات السوخوي بشكل مباشر ومباغت بقذائف الصواريخ الخاصة بالمشاة وسلمنا بأعجوبة ولجأنا لمواقع الأفغان وفهمنا أن منافقاً قد أبلغ عنا .أوصلت الإخوة وعدت أدراجي لروئيت الشركسي لأنه أخبرني أنه يريدوني , عندما عدت أخبرني أن ابوعبدالرحمن لم يعد أميرا وأنهم حملوا كتبه وأغراضه الخاصة لبيشاور وأنه غير مرضي عنه الأمر لا يعنيني كثيرا فأنا لي خط سير معين ولكني لم أكن أعلم بأن الموضوع له جوانب متعددة , في صباح ذلك اليوم قررت أنا والشركسي العودة إلى وادي الموت بخيولنا , ونحن نخرج من قرية مهجورة وعلى بعد أقل من خمسمائة متر منها , فوجئنا بقذيفة تتفجر قربنا , فأدركت أنها قذيفة آربيجي وأن الرامي على بعد أقل من خمسمائة متر , فسأل الشركسي , فقلت له قذيفة هاوون فضحك وقال بتضاحك علي هاوون هي آربيجي فانطلقنا هربا عن الموقع المتحصن به الرماة حتى وصلنا الوادي .مع مغرب ذلك اليوم وصل شخصين أفغان من المأسدة وأخبراني بأن ابوعبدالرحمن والإخوة يريدونك في المأسدة. أدركت أن الانقلاب الأبيض الذي تم على أبي عبدالرحمن يخص المنهج السلفي وزاد يقيني فيما بعد حين رأيت الأمير للمأسدة ابانوفل وكان من الإخوان المسلمين .أخذت أفكر وأرجح المصلحة في أي قرار أرفض أعرف أنني محمي وبقوة وقد , أثير حربا لو أن أحدا من طرفهم حاول اللعب بالنار ونحن قد انتهينا من المنطقة , ومراكز العدو كلها تراجعت وأصبح المجاهدين على مشارف كابل , فقررت النزول , واخترت أشد الإخوة ثباتا وأوصيته على إخوانه , وأن يبقى ملتزما مع الأفغان , وسبب حركتهم هذه برغم أني لا أتبع لهم أن الإخوة وبالذات الذين كانوا قدموا مع ابوعبدالرحمن لن يخرجوا من لوكر وأنا بها وهذا ما أدركه الشركسي وابلغ قيادته بذلك .وفي جو كهذا لا أتوقع توفيق الله بسبب هذا الاختلاف فكان أن لبيت الدعوة ونزلت .في المأسدة استقبلني ابانوفل وأعلمني بأن ابوعبدالرحمن في بيشاور يريدك ((( وكل ذلك كذب في كذب ))) .لأسباب منها:- 1. الخوف من استقلال ابوعبدالرحمن بالشباب الذين يحبونه حبا كبيراً.2. مخالفة ابوعبدالرحمن بدخوله معارك حقيقية وكان من المفترض التدريب فقط.3. المنهج السلفي الغالب على كل المجموعة التي مع ابوعبدالرحمن.4. عدم استشارة ابوعبدالرحمن لأسامة في كثير من المسائل ومنها الدخول الى لوكر.5. نزع التمائم برغم أن ذلك كان يتم عن قناعة ولم يكن أحد من الإخوة متشنجاً .6. التضارب الفكري الحركي بين هذه المجموعات شجعتها استقلالية كل منها والتفافه على نفسه .مكاسب المرحلة 1- تشجعت جميع المناطق بسبب سقوط تشاوني وانسحابات مراكز العدو من لوكر.2. بدأ انهيار الكتلة الشيوعية في كابل وفي جميع أنحاء العالم بسقوط الهيبة.3. زوال حالة التشنج التي كانت بين العرب والأفغان والتي كانت تخدمها التصورات وتبني تصرفات تمثيلية تنفر منها القلوب .سنكمل بعون الله الجزء التاسع بعد هذا.
الجزء التاسعمن مذكرات 1407هـ 1409هـالجماعات في بيشاور , زواجي , تزويج الشباب:-كنا تحدثنا في الجزء الثامن عن الانقلاب الأبيض على ابوعبدالرحمن ومجموعته , ودعوتي للمأسدة , برغم أن أسامة سبق وأن أمر بعدم دخولي إليها. أما في بيشاور في المضافة أصبح اسمي في قائمة الممنوعين من الدخول لدى شباك حراسة البوابة ؛ (والحمد لله ) لم يكن لي جواز سفر عندهم وإلا لعلقة صورتي مع صور آخرين , صدر ضدهم حكم (( غير مرغوب فيه )) , وهذه القائمة عبارة عن أسماء وصور تعلق في غرفة البوابة ونافذتها على الشارع العام من أراد الدخول يأخذ إذن من الشباك , فينظر الموظف المناوب في صورة الزائر ويطابق بالصور المعلقة أمامه من الداخل أو في قائمة الأسماء الموجودة أمامه , فإن كان من غير المغضوب عليهم أدخل وإن كان من الغير مرغوب فيهم منع , لكن هذه القرارات بالنسبة لي لم يكن الإخوة يطبقونها لا العرب جميعا ماعدا العراقيين والفلسطينيين لأن الحركة كما كان فيها مجاهدين صادقين , كذلك جاء إليها تجار السلاح ومن يبحثون عن العمل , وهذا ما جعل الذين يقفون خلف هذا الموقف يتعجبون , وكنت آتي إلى المضافة وأرى الأسماء والصور واسمي وأدخل وألقي كلمة على منبر المصلى وأخرج (ولعل هذا السبب أني كنت سأغتال مع الدكتور عبدالله عزام في واحد يوم ) .وعلمت بعد فترة طويلة أنهم رفعوا الاسم من القائمة السوداء وسوف آتي على ذكر ذلك أثناء السرد .أنهيت لقائي مع ابانوفل وأشعرته بأني ابتلعت الطعم ولم أخبره بأن ابوطلحة الشركسي أخبرني بما فعلوه مع ابوعبدالرحمن لأنني في معسكرهم أولا , ولأني في داخل الحدود الأفغانية , ولأني على يقين بأنه لو حدث شيء لي لن يرحموهم الأفغان .وصلت بيشاور قادما من جاجي وتوجهت لمقر الأستاذ عبدرب الرسول سياف , للراحة , بعد أيام جاءني رسول من ابوعبدالرحمن ولم أكن اعرف أين سكن لأنه لم ينزل بالمضافة وذهبت فوجدته يسكن في بيت شعبي قديم له غرفة علوية لها سلم لا أذكر خشبي أو طين قديم , بعد تناولنا الشاي أخذني إلى تلك الغرفة وعلمت منه أنه وصل المأسدة فأخبروه بأن أغراضه في بيشاور وكذلك كتبه ففهم ونزل وأخذ ماله لديهم واستأجر هذا المنزل وأنه يفكر في مشروع تزويج الإخوة الذين مرتبطين به , وأن هذه النقطة التي سوف ينزل للسعودية لطرحها على المشايخ والمهتمين بأمر الجهاد , وأمر الشباب الذين معه البحث عن حوش كبير لأنه يريد نصب خيمة فيه ليقيم بها ويأتي بخيوله التي كان يحبها .عدت إلى بابي وقمت خلال تلك الفترة بزيارة ابوالحسن المدني مدير الهلال الأحمر والذي ابدي استعداده لأي شيء يلزمني وإذا أردت الزواج خذ ما تريد من مال وأثث منزلك كما تحب , وأمر الصراف بأن يفتح لي بند وأي مبلغ أطلبه يصرف لي , وذلك لأن أحد الإخوة سامحه الله ظن أن الخيل الذي كان معي في لوكر من فلوس الدعم من الهلال وأني ظلمتهم واشتريت بها خيل لنفسي علماً أني لم أكن اعلم بأن ابوالحسن مديراً للهلال لما جاءني في جبل قباء بالرجل الذي سلمني الدربيل العسكري , ولم أقابله بعدها ولم أكن أعلم بأن الهلال يصرف معونات , فوصل الخبر إلى أبو الحسن من أحد الإخوة الذين كانوا تابعين لمجموعتي , فأرسل مبلغاً كبيراً جداً وكتب رسالة إلي بأن هذه معونة تساعد بها من يحتاج ممن معك وتعطي من تريد منهم و لك كامل الصلاحية في التصرف فيه ,وكنت في وادي الموت وجاءني مرسل من أمير لوكر حاج سيد محمد حنيف بالرسالة ومعها رسالة تعبر عن خوفه من إرسال كامل المبلغ وانه يجب أن أحضر لكي أتصرف , وكان هو في أعلى القمة المطلة لوادي الموت المعسكر الأول , وكنت تركت الإخوة هناك مخيمين بجواره , فكتبت خلفها رسالة موجهة لأمير لوكر قلت فيها :- سيدي قدمت لنيل الشهادة ولا وقت لدي لقضية الأموال أطلب جميع الإخوة ووزع المبلغ عليهم وفلان ضاعف له العطاء ( اقصد الشخص الذي تكلم في الموضوع ) وكان موجود في تلك اللحظة وأنا أرد على الأمير صحفيين , والأمير ابلغ مرسل ابوالحسن بما حدث , فوصل الخبر لأبو الحسن في نهاية لقاء لأبو الحسن وعدته بأن أفكر في الأمر .عدت إلى بابي فوجدت أخ من جيراني بمكة قد وصل وهو باكستاني وجاء ليعرف عن الجهاد وأخبرني بأنه خطب لي أخت زوجته ولقد وافقت وأني سوف اسمع موافقتها على الهاتف وبالفعل ذهبنا الكبينة واتصل وكلمتني فقلت لها أنا لا أعدك سوف أفكر واصلي واستخير .مساء نفس اليوم في الليل جاءني في بابي ابوعبدالرحمن واخبرني انه سيذهب إلى لاهور ليخطب لبعض الإخوة وسألني مرافقته , فقلت ألحق بكم .وصلت لاهور ونزلت في سكن الطلاب بجامعة (انجري ني يونى و ستي) لأن احد طلابها جاء للجهاد ولكن لم يمكث لشعوره بالخوف وهو أردني ويدرس هناك .وهناك التقيت ابوعبدالرحمن الذي كان مع أمير المجاهدين الباكستانيين والذي تزوج أخته ابوعبدالرحمن بعد ذلك واسمه زكي الرحمن , والذي ذهب بنا إلى منزل والبريفسور محمد سعيد حافظ والذي اشتهر ببريفسور سعيد حافظ وكان مدرسا بالجامعة ويسكن بها بعائلته وله نشاط سياسي وطلب مني مرافقته في الاجتماعات السابقة للانتخابات فوافقت وحضرنا عدة لقاءات جماهيرية وألقيت فيها بعض الكلمات , حتى وصلنا في اليوم الخامس أو السادس لا أذكر إلى مدينة صغيرة بالباكستان فيها مدرسة أهل حديث تابعة لوالد ووالدة أمير المجاهدين زكي الرحمن ونزلنا في منزلهم وأصروا بأن أخطب صلاة ألجمعه في اليوم الثاني , وبالفعل خطبت وصليت بهم فأعجبت الخطبة والدة زكي وطلبوا أن ألقي كلمة على الطالبات في المعهد في نفس الليلة وكان مقرهم فوق المسجد وسكن الطلاب المحيط بالمسجد .ولم يكن من عادتهم تزويج العربي هناك إطلاقا , وبالفعل صعدنا أنا والبريفسور وزكي وألقيت عليهم كلمة تتعلق بالانتخابات والقانون الوضعي , في الصباح أخبرني زكي بأن إحدى الطالبات عرضت على والدته الزواج بي , فاشترطت الرؤيا الشرعية وبالفعل حضروا أهلها وأذن لي برؤيتها , وحين دخلت كانت نفس الفتاة التي رأيتها في منامي عام1405هـ قبل سفري لأفغانستان .وتم الاتفاق على المهر وموعد الدخلة بعد خمسة عشر يوماً أذهب لبشاور أجهز المنزل خلالها.أدركت بهذه الجولة والتوجهات الجديدة لدى ابوعبدالرحمن , أن المشكلة كبيرة بينه وبين مجموعات أسامة , ولهذا وضعت رؤوس أقلام هذا الموضوع حتى يفهم المطلع الواقع الذي تمر به الحركة الجهادية بكافة تياراتها وتوجهاتها , وكان ابوعبدالرحمن يصنف من السلفية السعودية .عدت الى بيشاور وبدأت في تأسيس منزلي , فاستأجرت بيت أمن في فيلا أحد الضباط الباكستانيين الدور العلوي, واشتريت جميع احتياجات المنزل من الصناعة الروسية , لأنها أرخص أنواع الصناعة حتى المكيفات , وذهبت الى الصراف في الهلال وقدمت لائحة بالمشتريات وأسعارها واستلمت ما احتاج إليه .وانأ في بابي جاءني في نفس الفترة مرسل من الشيخ/ عبدالمجيدالزنداني , وحدد لي موعد لمقابلته وبالفعل وصلت لمقره قبل الموعد بدقائق , ونزل إلي في الموعد وسلمت عليه وبدأ يسألني عن أحوالي , وهل لي حاجة يقدمها لي فشكرته واستمعت لحديثه الشيق , وانصرفت .لم أكن أعير القضية اهتماما فكرياً , ولم ادخل في أي نقاش جدلي مع أحد , بل لم أناقش أحدا في أي شيء , ولو لم يقل لي أحد شيء لما سألت , ولم أترك للظنون أو التخمينات مجالاً في نفسي ,كنت منطوي على نفسي أقراء بتأمل وأفكر في استنباطات ما أقراء , وكانت القضية المحورية عندي أقراء ما جاء فيها وأتأمل استنباطاته , هي قضية المهدي فقادتني بعد سبع سنوات بحث واطلاع إلى ترتيب التسلسل الزمني لأحداث الساعة وما يسبقها وأيضا لم أدون شيء على الورق حتى , ألزمني الدكتور حمدي مراد وكان رئيس جامعة بالشام, وكان منتدبا حين التقيت به , ومن الشيخ عبد العزيز السعد ون من الكويت وبعض العلماء بكتابة ما توصلت إليه , وقدم الدكتور حمدي مراد للكتيب وقرض له الشيخ عبد العزيز السعد ون , وطلب بعض العلماء الأفغان ترجمته للفارسية والبشتو فأذنت لهم لأنهم يريدون إيصاله إلى خرسان .وهذا الأمر الذي صرفني عن الاهتمام بما يدور .ومن جهة ثانية كنت حريصاً أن لا أقتل في فتنة ولا أسفك دم مسلم وأن لا أنضم لجماعة بذاتها , أوأن أتعصب لمنهج من تلك المناهج بل أدور مع القران وفي فلك الستة .في الموعد المحدد للزواج عدت لوحدي مرة أخرى إلى رينالة خورد, وتم عقد القران وفوجئت بأن والدة زكي الرحمن أمير مجاهدي الباكستان أقامة حفلاً كبير وعملوا موكب ضخم حين ذهبنا لإحضار العروس من قريتها, وكانت العروس دارسة البخاري ومسلم والعقيدة الطحاوية و الكتب الستة وعلوم القرن ولديها خزين ضخم من اللغة العربية ينقصها التفعيل وممارسة الكلام في جو عربي وهذا ما حرصت عليه, تم الزفاف وانتقلت بزوجتي إلى بيشاور. أما أروع هدية للزواج فوصلتني من الدكتور ضياء الدين وهي مكتبة كاملة من مكتبته التجارية بجدة . في هذه الفترة كانت المضافات بدأت تتعدد وكل مضافة لها فكرها ونظامها وكل مجموعة تخطئ الأخرى وتتنافر بسبب قضايا بعضها فقهي , وأغلبها فكري ورأى في معالجة الواقع والموقف من الحكومات والحكام , والأغلب من الجنسيات الأخرى وبالذات الجزائرية والمصرية والعراقية والفلسطينية يروا بكفر كل الحكومات بدون استثناء , وبدون النظر في اختلاف الحكم من واقع لأخر وأسسوا ذلك على قاعدة الولاء والبراءة .أما موقفهم من الأفغان فكانت نظرة فوقية كونهم في نظرهم عجم وليسوا عرب ولا يفهمون اللغة العربية ولأن لدي البعض منهم بدع القبور وشرك التمائم وتعصبهم للمذهب الحنفي , ولم يميزوا العلماء فيهم , ولم يقدروا أننا في حالة حرب والرسول صلى الله عليه وسلم يقول ( لا تقام الحدود في أرض العدو ) وأن واجبنا الدعوة بالحكمة . أهم نقاط هذه المرحلة تحول بيشاور إلى ساحة صراع فكري وعقدي قبل الوصول للتخلص من البعض بقتلهم .أتوقف هنا لأكمل في الجزء العاشر وفيه بعون الله :-.....
الجزء العاشر من مذكرات 1407هـ1409هـالوضع العام في بيشاور:-كنا توقفنا بعد عودتي من لاهور ومعي عروسي .وتفرغت بكل طموحي للمكتبة التي أهديت إلي ولم أعد أشعر بالزمن أو ما يدور خارج جدران منزلي ,فلدي امرأة جميلة وكتب ثمينة ,ورغبة في الهرب من جدل عقيم , تخيم عليه الظنون ,وبدأ الإخوة يزورونني وكانت ضيافتي لهم الكتاب ريثما يحضر الشاي , ففهم الغالبية أنني لا أريد فتح أحاديث غير فهم كتاب الله والسنة, والبعد عن الجدل .ابوعبدالرحمن أصبح لديه ارض فضاء مسورة نصب بها خياما وأتى بخيوله وبدأ يمارس هوياته المفضلة معها بركوبها والنظر إليها وتربيتها وإطعامها , وكنت أزوره , واستأجر سكن للشباب قريبا من سكني , فأنسوا وحدتي برغم أني لأزورهم إلا دقائق معدودة , أو يأتون إلى منزلي في أوقات محدودة , وأخبرني بأنه يزمع النزول للسعودية لتوفير أموال الزواج للإخوة والبدء في مشروع التزويج , بعد أيام قرع أحد الإخوة الجرس فأجبته من خلال الجهاز فأخبرني بأن ابوعبدالرحمن نزل للسعودية والشباب يريدون رؤيتك أيها الأمير , فهمت أنه اسند الأمر إلي وهذا مالا أريده , فقررت عدم الذهاب إلى الضيافة ولا إلى مزرعة الخيل ولزمت بيتي أقرأ كتبي ويزورني بعض أهل العلم الذين أتوا للإطلاع على الوضع , حتى قدم ابوعبدالرحمن فعلم من الإخوة أنهم لم يروني إطلاقاً فأتى إلي ومعه بعض الإخوة , منهم (م.م.د) الذي علمت فيما بعد أنه يحمل جوازاً أمريكياً , وشرح لي ما قرروه وأنهم سوف يستلمون مبلغاً من الهلال الأحمر لتزويج الشباب وكان مدير الهلال الجديد ( ع.ف ) وطلبوا أن أكون مسئولا عن الحقيبة المالية , وأنه من حقي السفر بطائرة إلى لاهور والعودة لأني متزوج في حال ذهابي لتسليم المهور أو شراء المستلزمات , وأن أقدم وصولات بذلك وتحت الضغط والإلحاح قبلت ذلك .وكان المبلغ لا يزيد عن مائة ألف روبية أو حولها ووعد (م.م.د) بأنه سيستلم باقي المبلغ من مدير الهلال ( ع.ف) ويسلمني المبلغ ولم أكن مهتما بما يقول فعل أو لم يفعل لأني أرغب في التخلص من الموضوع , وطلبوا مني السفر إلى لاهور للقيام بأول تزويج وأنهما وأبو عبدالرحمن و(م.م.د) بعد استلام باقي المبلغ من مدير الهلال سيلحقان بي إلى هناك وذهب عدد من الإخوة إلى إسلام أباد لكي يستأجروا عدد من المساكن بجوار بعضها البعض , وبالفعل نزلت وتزوج الإخوة ودفعت مهور , ثم حضرت مجموعة إسلام أباد وسلمتهم إيجارات المساكن وثمن المشتريات وكانوا قد استأجروا ثلاث مساكن فخمة بجوار بعض أدخلوا عليها تعديلات لتفتح على بعض , ومضى الوقت ولم يحضرا ابوعبدالرحمن إلى لاهور , مما اضطرني للذهاب إلى إسلام أباد فوجدت الإخوة الذين تزوجوا , والأخ الباكستاني الذي سبق وذكرت أنه خطب لي أخت زوجته لأني عهدت إليه شراء ما يلزم كونه يتكلم العربية والأوردو وكانوا قد أخفوا عني فرار المدعو (م.م.د) إلى السعودية بالمبلغ الذي تحصل عليه من (ع.ف) وترك السيارة الجيب الجديدة التي اشتراها من المساعدات السابقة لدى سائق فلسطيني وحولها باسمه , وأبو عبدالرحمن نزل خلفه لأنه تركه في بيشاور فجأة , وحين رأيت السيارة وتساءلت أخبروني بأنهما نزلا لإكمال المبلغ ,والمشكلة أن المبلغ الذي بحوزتي لم يبقى منه سوى ثمانية آلاف روبية ولا يمكن أن يفي مبلغ كهذا بشي , والإخوة يحتاجون تموين لأسرهم , وعددها أصبح أربعة أو خمسة أسر , فأعطيت أخونا المسئول عن المشتريات كامل المبلغ وقلت أدبر من بيشاور ريثما يأتي أبو عبدالرحمن من السعودية , ذهبت إلى ( أبو عمران ) أمير مضافة جميل الرحمن وأخبرته بالوضع ولم أكن أعلم بعد بالتفاصيل , فأقرضني مبلغ عشرة آلاف روبية أرسلتها لهم , عاد ابوعبدالرحمن من السعودية , وجائني للمنزل وأخبرني بالموضوع وحتى السيارة كان قد سجلها باسمه حملها السائق الفلسطيني الذي كان يقودها له في باخرة ونقلها للسعودية وزوج بنته للمدعو(م.م.د) وأصبح صهراً له.أما (م.م.د) فقد اشترى بالمبلغ محل عطور عود بجدة كما أخبرني ابوعبدالرحمن وبدأ مدير الهلال (ع.ف) بالمطالبة بالمبلغ لأنه كان مجرد قرض يسد من المساعدات وبالتالي تورط وغضب غضبا شديدا للخدعة التي وقع فيها ونزل الى جدة لرؤية صاحبهم , وسمعت فيما بعد بأنه حصل شجار قوي وعنيف حين التقى به.لك أن تتخيل حالتي مع هذه الصدمات , فأخبرني ابوعبدالرحمن بضرورة نزولي معه للسعودية لأنه أوهمهم بأنه سلمني مبلغا كبيرا أعتقد ثلاثمائة ألف روبية , ولكن لم يخبرني ابوعبدالرحمن بذلك , وكان نزولي محفوف بمخاطر أمنية كبيرة ولكني كنت في شوق لكي أرى والدتي رحمها الله , وبالفعل نزلت وأقاموا الإخوة جزاؤهم الله كل خير عدة ولائم لكي يستمعوا مني . وتوجهنا أنا و ابوعبدالرحمن لمحل صاحبه وفاجئنا (م.م.د) في محله بجدة , ولكم أن تتخيلوا منظره حين شاهدني تصلب فوق كرسيه الفخم الأنيق لأنه كان يتوقع استحالة عودتي للمملكة , وكان المحل يعتبر تحفة , سلمنا عليه وقلت له لا أستطيع أن أقول لك مبروك , وأخذ يتعذر ويسوق المبررات وأن المحل سيصب في خدمة المجاهدين , المهم كنت ابتسم له وقمت وكأني آخذ جولة في المحل لأعطيه فرصة ليصارح صديقه ابوعبدالرحمن وهذا ما حصل وصحبناه لبيته , ولا أدري هل أخذ ابوعبدالرحمن منه شيء أم لا , لأني لم أسئل والأمر لم يكن يهمني كثيرا لأني لم أخبر بالتفاصيل ولشدة توكلي على الله , وكانت رحلة العودة الى بيشاور حيث أكملنا موضوع الإخوة .في هذه الفترة أجتمع بعض الإخوة من مناطق مختلفة في المملكة وأرسلوا إلي مجموعة منهم واخبروني بأن مرشد الإخوان المسلمين ولا أذكر هو أبو النصر أم من لبعد الفترة ولأني لم ألتقية قدم إلى مضافة الأنصار وأنه ألقى خطبة الجمعة وطلب عدم الإنكار على التمائم والقبور وبأنها أمور بسيطة , ولكن ما أزعجهم أن ابوهاجر العراقي وكان رجل ندي الصوت في التلاوة قام بعد المرشد وتحدث عن حديث :-5491 - أنه صلى الله عليه وسلم أبصر على عضد رجل حلقة أراه قال من صفر فقال : ويحك ما هذه قال : من الواهنة قال : أما إنها لا تزيدك إلا وهنا انبذها عنك فإنك لومت وهي عليك ما أفلحت أبدا الراوي: - - خلاصة الدرجة: صحيح - المحدث: الهيتمي المكي - المصدر: الزواجر - الصفحة أو الرقم: 1/166 وللحديث رواية أخر ( لو مت وهي عليك لما صليت عليك )فضعف الحديث من جهة ومن جهة أخرى أدعى أن قوله لما صليت عليك أي بعد الإنذار , وهذا كلام باطل لأنه لا يسعه بعد أمر الرسول غير الامتثال .وأحضروا شريط أسمعوني إياه , ومتعجبين أن الأخ / أسامة موجود ولم يقم بالرد على ابوهاجر وأنه يجب أن نحضره وننصحه وأنهم سيخبرونه بأنهم مجموعة ويواعدونه عندي في منزلي لعقد هذا الاجتماع , فرحبت بالفكرة , وخرجت إلى مضافة الأنصار ودخلتها وصليت العصر ثم قمت على المكر يفون وتكلمت في هذا الموضوع إبراءً للذمة وبينت أن الاجتهاد الفقهي أمر, وأن إنكار أو تضعيف الحديث أو تحريف معناه لمصلحة الدعوة في حقيقته طريقاً يخرج عن شرطي القبول وهما : أن يكون خالصاً وصواباً وإلا فلا داعي لتكلف على نفسك بنصرة الدين .كما أنهم أبدوا لي في شكواهم أن أسامة لا يهتم بشباب الحرمين وغير عابئ بهم .وبالفعل ذهبوا إليه مجموعة من الإخوة وكلموه وتواعدوا معه في منزلي وجهزت نوتة بها الملاحظات , وحضر بعد صلاة العشاء وهو متقلد سلاحه الشخصي .واستقبلته بحرارة من أسفل الفناء حتى أدخلته منزلي غرفة الضيوف حيث الإخوة مجتمعين في انتظاره وترك أبا قتيبة عند الباب بالسيارة وكنت جهزت الشاي , وجلس وبمجرد جلوسه قال : أنا منذ نعومة أظافري ربيت مع الإخوان المسلمين,( مشيرا إلى أظافره وأصابعه ).ولم يكن أحد قد تكلم بعد هنا سحبت مذكرتي النوتة ووضعتها تحت الفراش وقلت له أتفضل اشرب الشاي وبقي قليلاً وقام وطلب الانصراف دون أن نتحدث .في هذه الفترة كان ما يزال اسمي في القائمة السوداء لدى باب مضافة الأنصار .نفهم من خلال هذه الوقائع بأن من الذين قدموا للجهاد أشخاص يمارسوا النصب والاحتيال .وأن جماعة الإخوان أحكمت طوقها , وان أسامة من الإخوان باعتراف لسانه .سوف نستكمل في الجزء الحادي عشر:-
الجزء الحادي عشرمن مذكرات1407هـ1409هـالمضافات مضافة جميل الرحمن والجن:-بدأت المضيافات تتعدد في بيشاور علاوة على ما كنت اسمع عنه في مناطق أخر مثل قندهار وفي إسلام أباد , فمضيافة الأنصار تبعتها مضيافة جميل الرحمن للسلفيين ثم مضيافة للإخوة التابعين للدكتور عبد الله عزام والأخ أبوعبدالرحمن عمل مضيافة للشباب المرتبطين به , والإخوة الذين يرفضون هذا النوع من الأوامر والتعليمات التي كانت كل مضيافة تضعها لتنظيم برامجها أخذوا لهم سكن مستقل الإخوة الجزائريين عملوا لهم مضيافة مستقلة .وأصبح تقريباً لكل جنسية مضيافة تحولت تدريجياً لكل منهج مضيافة خاصة به.هنا بدأت تتكون القاعدة بمنهج أبو عبيدة البنشيري وأبو حفص المصري (( محمد عاطف )) وكلاهما قتل , الأول غرقاً في النيل وهو يحاول العبور لمصر من السودان , والثاني في الضربة الأمريكية لكابل على خلفية أحداث سبتمبر .وكانت القاعدة لها ضيافتها والتي تتسم بشروط قاسية للغاية والانضمام إليها يحتاج إلى اختبارات صعبة , وسرية بالغة التكتم وكان مما يحجم البعض من الانضمام إليها هو أحد الشروط الذي يجب التوقيع عليه ضمن التوقيع على الموافقة بشروط الالتحاق بالقاعدة وهذا الشرط هو ( أن لا يسأل عن العملية المراد تنفيذها وحين صدور الأمر إليه ينفذ الأمر دون تردد من القائد الذي يكون على رأس المجموعة ))مثال ذلك أنه قد يصدر إليه في طائرة ما وهو راكب على متنها دون أن يعرف أن هناك خطة لاستخدام هذه الطائرة كقذيفة لضرب موقع ما فما عليه إلا التنفيذ .وكانت تجرى فيها دروس دقيقة للغاية بما في ذلك طريقة تزوير الجوازات والهويات , والوثائق وبدأ العمل فيها ببرنامج الإشاعة الذي يستخدم في الجيوش النظامية وكنت قد رأيت جزء من أصل المبحث مع من قدمه لها وهو على ما أعتقد فلسطيني أو أردني كان يعمل في الجيش , والبحث قائم على علم النفس.كنت أتردد على مضيافة جميل الرحمن وكان مما أذهلني في تلك الفترة أنه لا يصل أخ مجاهد إلى مضيافة جميل الرحمن إلا في نفس الليلة أو في الليلة التي بعدها وهو متلبس بالجان ويصبح في حالة عجيبة إما بتشنج أحد الأطراف أو الصرع أو الهستيرية حالات متعددة وأثناء قراءة القرءان على احد من الإخوة ممن صرع تكلم الجني الذي سكن فيه وقال نحن ألفين مارد أرسلنا بابا الفاتيكان , واستمرت هذه الحالة لفترة لديهم. كنت أشرت في حديثي في الجزء العاشر ؛ أنني اضطررت إلى الإقتراض من أبو عمران أمير مضافة جميل الرحمن مبلغ عشرة الآلف روبية , لكي أغطي مصاريف الشباب الذين تم تزويجهم وهذا أزال الحواجز التي ممكن كانت في نفس أبو عمران تمنعه من التقرب مني .وكنت قد سمعت عن مقتل عشرة إخوة في معسكر الجبهة التابعة لهم في كونر كانوا في خيمة واحدة وكان الألم يخيم على كافة المجاهدين لهذا الحدث . فاجئني أبا عمران يوماً بزيارته لي في منزلي بعد الحادثة بأيام, وطلب مني استلام المعسكر العام في كنر والإشراف على الجبهة فاعتذرت لأسباب متعددة منها:-1. تصميمي أن لا أتحمل مسؤولية , أتحمل بموجبها تبعات قتل أحد المجاهدين أو إصابته .2. بداية تشكيل الحكومة الانتقالية وتنامي ظهور المشاكل بين الأفغان في الداخل .3. تنامي الاختلاف بين المجموعات العربية في بيشاور.4. التشبث بمفهوم سلفي خاطئ .5. تفرغي للقراءة والبحث في قضية المهدي .وذهب بعد اعتذاري ولكنه أرسل إلي بعدها بيوم لأزورهم وعندها طلب مني أن أذهب للجبهة لكي أحقق في كيفية قتل الإخوة العشرة والأسباب لقتلهم في ضربة واحدة فقط وأعود , فقلت سأذهب ومعي بعض الضباط التابعين لي ومنهم ابوالحسن الأندنوسي وابوسياف الفلبيني وثلاث آخرين إن استلزم الأمر لتعديلات , سوف أترك لكم اثنين منهم أو ثلاثة للمساعدة , فوافق .حددنا الوقت وتم إعداد موضوع السفر للداخل وتكفل هو بموضوع زوجتي وبيتي وبالفعل تحركنا في الوقت المحدد بعد أن جمعت زملائي , وكان مسير طويل بالسيارة حتى وصلنا المعسكر وكنت في الطريق أكثر من شرب عصير المانجو الطازجة وكانوا يصنعونه بطريقة رائعة وثلج مبشور بكثافة .وصلنا المعسكر وكانت المفاجئة التي لم أعمل لها حساباً وهي أن مع السائق الأفغاني وهو من المجاهدين رسالتين خطية الأولى لي أنا وباسمي أنه علي استلام المعسكر لمدة خمسة عشر يوماً حتى يتم إيجاد البديل وأنه لا خيار لي بالرفض , والرسالة الثانية لأمير المعسكر بأمر تسليمي المعسكر , وكان أمير المعسكر مصري من المغالين في التكفير ومدرب متفجرات وشديد الغضب والاندفاع .من أسلوب الرسالة وما فهمت من السائق أن لديهم تعليمات باحتجازي إن رفضت وعدم إعادتي لبشا ور ولما رأيت بأن لديهم عدد من التكفيريين المغالين الذين سيسرهم لو فتح لهم مجال قتلي قررت أخذ الأمور بحكمة وهدوء .وكانت لديهم دورة لتعليم المتفجرات وزرعها وصناعتها بتنظيم أمير المعسكر وكان يدعى أبو محمود ومعه عدة أشخاص أكثرهم شدةً شخص نسيت كنيته لعلي إذا تذكرتها أوردها واسمه اعتقد محمد السيد لا أذكر بالضبط , كان هذا الشاب يكفر نفسه حسب ما سمعت من الإخوة في اليوم عدة مرات فيقوم ويغتسل وينطق الشهادتين من جديد , وهذا هو الشخص الذي وضع القنبلة في الطائرة التابعة للخطوط السعودية المتجهة من إسلام أباد إلى جدة عام 1409هـ ونزلت في مطار كراتشي وأخليت من القنبلة وهذا ما ستعرفون تفاصيله في الجزء الثاني عشر.أنفعل جدا أبو محمود حين اطلع على الخطاب وسمعته وأنا أحاول جمع المعلومات من بعض الإخوة في صالة الأفراد وهو يتحدث بجنون مع جماعته في غرفة القيادة فقررت أن أترك سلاحي الشخصي خارج غرفة القيادة قبل الدخول عليه , وأن أدخل إليه بمفردي بعد أن أطلب منه اجتماع إنفرادي خاص فأرسلت أحد الإخوة ليخبره , وبالفعل بمجرد أن رأيت مجموعته المصرية تخرج وأرسلت أحد الأفغان يستكشف في الداخل عنده توجهت إليه حين دخلت قام وسلم ولكنه كان منزعجاً ناولته الرسالة الموجهة إلي . وقلت :- لقد فوجئت بتسلمها هنا وعموماً لن أمكث كثيراً .فارتاح قليلاً وقال:- ولكن لدينا دورة متفجرات ولن نتخلى عنها قلت:- بالعكس أنا معي خمسة خبراء فيها وفي الجودوا والكنكوفوا وحرب الشوارع , وسوف يساعدوكم .قال :- نقسم المعسكر المتدربين في هذه الدورة يبقوا معنا حتى ننتهي ونأخذ جزء من المعسكر.قلت:- أنا لا أستطيع أن أقرر قسم معسكر فهذا يعود للقيادة تحب توقف التدريب حتى نشاورهم .فتراجع بسرعة وشرط أنه يريد إكمال الدورة فوافقت , وسلمني كل ما في عهدته من خرائط وأوراق وغرفة القيادة , خرج من غرفة القيادة وكان بجوار نافذتها سلاح ناري ثابت زكيك صغير وهو ما يطلق عليه دشكة فإذا بي أسمع الدشكة تشتغل صلي أدركت أنه ينفس عن غضبه.في الليل اجتمعت بمجموعتي وتشاورنا واجتمعت بمجموعة من الأفغان ووضعت خطة للعمل في اليوم الثاني وقسمتهم مجموعات في الصباح خرج ابومحمود بمن يدربهم ومعهم مراقب من مجموعتي قمت بالخطوات التالية :-1. أمرت بكسر باب المستودع الذي كان يضع هو وجماعته المتفجرات فيه وحملها جميعا (وكانت كمية هائلة )ونقلها إلى مستودع تابع لأمير المنطقة . 2. مصادرة كافة الأسلحة التي كانت في عهدته . 3. تفريغ الأسلحة من الذخيرة مثل الدشكة والزكيك وغيرها والتحرز على الذخيرة .4. تبديل أقفال جميع المستودعات .5. تغير كافة الحراسات .6. عدم قبول أي أمر أو توجيه من المدعو ابومحمود.حين عاد في المغرب كان المعسكر له طابع آخر وكل شيء مختلف ووضعت حراسة خاصة عليه وعلى السيد.كان اليوم الثاني يوم الجمعة وكان لدينا مسجد خاص بالمعسكر حين أصبح النهار طلبت من الأفغان إلغاء المذبح وهو ما يطلق عليه المحراب لأنه ليس من السنة وفيه رواية ( لا تزال أمتي بخير حتى تتخذ مذابح كمذابح النصارى ) بينما المحراب هو المكان المرتفع والمخصص في البيت للعبادة والاعتكاف كما قال تعالى {فَتَقَبَّلَهَا رَبُّهَا بِقَبُولٍ حَسَنٍ وَأَنبَتَهَا نَبَاتاً حَسَناً وَكَفَّلَهَا زَكَرِيَّا كُلَّمَا دَخَلَ عَلَيْهَا زَكَرِيَّا الْمِحْرَابَ وَجَدَ عِندَهَا رِزْقاً قَالَ يَا مَرْيَمُ أَنَّى لَكِ هَـذَا قَالَتْ هُوَ مِنْ عِندِ اللّهِ إنَّ اللّهَ يَرْزُقُ مَن يَشَاءُ بِغَيْرِ حِسَابٍ }آل عمران37وكنت أعلم أن معظم العرب من البلدان الأخرى يعيبون علينا أننا لا نفهم الحاكمية والكفر بالطاغوت من خلال منظور واقعهم وأننا لا نتحدث فيها ولذلك خطبت بهم الجمعة وأخذت أفصل في قضية الطاغوت والحكم بغير ما أنزل الله وقول محمد بن عبد الوهاب فيها وما نفهمه نحن من كتاب الله والفارق بين الاستبدال والحكم في قضايا ثانوية والفرق بين التشريع والتحليل والتحريم وأسهبت.حين انتهينا من الصلاة وخرجت خارج المسجد وكنت جهزت سيارة لتقله لبشاور , فإذا به يأتي ليعانقني بشدة ويسلمني مبلغ كبير من المال كان في عهدته. ؟وقال لم أكن أعلم بأن لكم فهم في هذه القضية .؟قلت سيدي لكل مقام مقال وكل حادث حديث ولكل واقع حكم.غادر المعسكر وبدنا نقيم دورات كراتيه وحرب الشوارع بالأسلحة الخفيفة وترتيب المعسكر .وتوجهت للجبهة وكان أميرها مكي أيضاً لأعرف كيف قتل الإخوة وكانت المفاجئة أنهم كانوا نصبوا خيامهم على طريق صاعد للجبل مشرف على وادي سحيق ومكشوفين للطيران بنسبة 100%100فا الطيار لن يحتاج لغير الضغط على زر الصاروخ وهو يراهم بالعين المجردة , وحين تساءلت لما؟؟ فهمت أنهم متوكلون على الله بزعمهم ونسو أن الرسول عمل خندق برغم إن الحرب لم تكن بهذا التطور , ونسوا أن عمر رضي الله عنه تخندق .بدأت أعيد صياغة الجبهة وحفر الخنادق وأظن أني مكثت يومان وتركت هناك أبوسياف الفلبيني ليكمل ويكون مستشار عسكري لأميرها وعدت للمعسكر .بعد أيام جاء أبو عمران ومعه أحد طلاب العلم ( أبوعبدالله المكي ومعهم مجموعة , وانتقلت مع ابوعمران للجبهة لأريه ما حدث وأفهمته بالقضية , وفهمت أنه يرغب أن أستمر حتى يجد البديل فوافقت على مضض , وطمأنته بأني سوف أستمر.بعد أيام طلبني أمير المنطقة محمدي وعلمت بأن برهان الدين رباني الذي أصبح وزيرا للإعمار في الحكومة الانتقالية سيأتي إليهم , وبالفعل وصل وكان بصحبته عدد من الصحافة الباكستانية والأجنبية فقمت وخرجت , فلحقوا بي عدد من الأفغان وطلبوا مني العودة لأني حاولت الهرب من التصوير وأوقفوا التصوير , وبعد السلام وشرب الشاي بدأ يلقي برهان الدين رباني كلمته ويتم تسجيلها وكتابتها وأثناء كلامه أستشهد بالمقولة أعمل لدنياك كأنك تعيش أبدا واعمل لأخرتك كأنك تموت غدا وقال عنها حديث .فتركته حتى انتهى وقلت :-ممكن أسأل سؤال ؟؟؟قال:_ تفضل .قلت:- سمعتك تقول أعمل لدنياك الخ , فهل هو حديث؟؟قال:- نعم قلت:- ولكنها مقولة لابن عمر على ما أذكر ؟فقال:- مقولة صحابي تعتبر من المراسيل ؟قلت:- لا. ولكن عندما فهموها الناس بمفهومك هذا أختلت ليهم قيم وموازين ومعناها , هو أن تحرص على عمل الآخرة أكثر من حرصك على عمل الدنيا.قال:- أنت ما الذي جاء بك إلينا ؟؟ تركتم بلادكم يأتوا إليها الخادمات ويفعلن كذا وكذا وجئتم إلينا.فقلت:- سيدي إنه الولاء والبراءة !!! أنت وأمثالك وضعوا لكم الكفار حدود جغرافية و ألزموكم بها أما أنا وأمثالي فنعلم بأن بلاد الإسلام واحدة أين ما كانوا إخواني بحاجة إلي وجب أن ألبي.قال:- أنت ولد أنت صغير .قلت:- سيدي المرء بأصغريه قلبه ولسانه .وانتهى الاجتماع وبعد أن خرج اجتمعوا مشايخ المنطقة والأمير معي مبسوطين بما حدث قلت إذاً خطبت الجمعة في جميع المساجد هذا الأسبوع عن هذه المقولة والتبيين أنه ليست حديث وتبين المراد بمعناها بحسب البلاغة في اللغة العربية .استمرت التدريبات في المعسكر وبدأت تأتي أفواج من المجاهدين ومر شهر ولم يأتي البديل كما أن أبوعبدالله المكي بدأ يحول المعسكر إلى حلقات دروس وطلب علم والدخول في فلسفات شرعية نحن في غنى عنها في ذاك المقام.ضرسي مع المانجو الذي كنت أشربه بشراهة بدأ يؤلمني رتبت الوضع مع مساعدي الأول ابوالحسن وعهدت إليه بالمعسكر والبقاء مدة أقصاها شهر إذا لم يرسلوا أحدا , يختار خلال هذه المدة شخصاً يدربه على استلام المعسكر وأني سوف أنزل ولن أعود.وبالفعل نزلت لمعالجة ضرسي وما أن استقريت في البيت وقبل أن أقوم بما يترتب علي مع عروسي , كان ابوعمران عند الباب وسلم علي .وقال:- ترى أنا عارف إنك نزلت .قلت:- وأنا عارف إنك عارف إني لن أعود إلى هناك, وعجل بإرسال البديل .ثم ذهبت للمضافة في الليلة الثانية لأشرح الوضع هناك فلقيت جميل الرحمن رحمة الله عليه وتكلمنا طويلاً .أنتظر ابوعمران فرصة وأخذني إلى غرفة مستقلة ليخبرني عن رأي بأن ينضم الجميع مع أسامة بن لادن قلت قد تكون فكرة جيدة ولكنك أخطأت فيمن تسأله هذه الأمور لا تعنيني واستأذنت .بعد أيام وصلت مجموعتي وأعدتهم إلى بابي بجوار الشيخ/ عبدرب الرسول سياف .نتوقف هنا وسيكون الجزء الثاني عشر بعون الله .وسيكون حديثنا القادم عن:-• معلومات عن قتلي وقتل عبد الله عزام ووضع قنبلة بطائرة سعودية للتغطية الإعلامية على قتل عبد الله عزام.• هروبي الى لاهور وقتل عبد الله عزام ووضع القنبلة بالطائرة السعودية, برغم التنبيهات والاحتياطات التي اتخذناها.....
الجزء الثاني عشرمن مذكرات 1407هـ1409هـ مقتل عبد الله عزام مقتلي الطائرة السعودية:-يشرفني أن أرفق هذا الجزء مع مشاركة الأخ ابوسامر وتساؤلاته وإجابة على تساؤله الأول أقول حقيقة لم تنشأ هذه المضيافات إلا نتيجة للتنافر والتناحر الذي كان يتم خلف الكواليس ودليلي في ذلك الانقلاب الأبيض الذي دبر بليل على أبوعبدالرحمن .ولاشك أن العديد لم يكن لهم رغبة حقيقية في القتال هناك وتحول القصد لديهم إلى التدرب والبحث عن اليورانيوم وتطوير الأسلحة وهؤلاء جميعهم علماء مصريين . والوحيد الذي رغب بصدق في الجهاد هناك من أمثال الدكتور / عبد الله عزام رحمه الله وكانت القاعدة عندي أن لا أخالف الأفغان حتى بمجرد النية لذلك عزمت نيتي على عدة أمور منها :-1. القتال لنصرة الأفغان المظلومين والقادة ومن معهم من الموحدين ولا عبرة لوجود أهل الباطل وأعاملهم بما يظهر منهم دون أن أمتحنهم واختبرهم .2. أن أدعو إلى تحقيق كلمة لا إله إلا الله محمد رسول الله .3. أن أعلم نفسي وأن لا أقع في دم مسلم .أما التساؤل الثاني لأبى سامر لم أكن أفكر فيه أو أتوقعه لأني أتعامل بواقعية بحته وحتى أنا أقص عليكم مذكراتي لم يخطر لي هذا التساؤل , برغم أنه في اللقاء الذي أجراه معي الأخ / وصل الحربي في منتدى القمة السابق وجه لي سؤال استهجنته في تلك اللحظة وهو ( س. هل صحيح أن خلف مقتل عبد الله عزام أسامة بن لادن ) فأجبت بأن ذلك غير صحيح .ولكن ما سوف أقصه عليكم من عمليات قتل لبعض أفراد في بيشاور يجعلني أتساءل هل من الممكن تحت مفهوم المصلحة العامة ومحاولة توحيد الصف يحدث ذلك؟؟ ((( لا أدري ))).قبل مقتل الشيخ بأسبوعين تقريباً وجدت من الإخوة مثل عبد الرحمن الغافقي وهو يمني الجنسية وأستشهد ومن أبو أكرم اليمني وجدت منهم إلحاحاً بأن أغادر ساحة بيشاور لتغير جو بل أن الغافقي أخذ جوازي وجهز لي التذاكر في سبيل أن أسافر إلى مكة وأرى والدتي .في هذه الفترة زارني ذلك المصري الذي ذكرت لكم بأنه يكفر نفسه يومياً ويغتسل وأظن اسمه الحقيقي محمد السيد أو سيد محمد السيد لا أذكر . وكان عندي في المنزل أبو أكرم اليمني وشخص أخر لا أذكره وقمت لكي أعمل لهم الشاي وكانوا يتحدثون وبمجرد حضوري سكت وطلب الانصراف ولم يشرب الشاي الذي قدمته مع بعض البسكويت وفهمت من ابواكرم انه لا يأكل أو يشرب معنا بعد خروجه وأخبرني بأن الشخص يخطط لتفجير طائرة سعودية , وكان يسكن مضيافة جميل الرحمن فطلبت منهم إخبار ابوعمران لينتبه له وفي الليل ذهبت لمقابلة ابوعمران بهذا الخصوص في منزله ولكني وجدته مسافراً , وفي اليوم الثاني أو الثالث أعطي تعميم لكافة أفراد المضيافة بعدم استلام أي شيء من شخص لإيصاله على متن الطائرات وتحذير خاص بالمذكور بأن لا يستلم منه أحد شيء . علماً بأني كنت لم أكن أتوقع حدوث ذلك لأن معظم من سيكون على الطائرات مجاهدون , وكنت أظنه يهوش بالكلام بعد أيام وصلني أخ يدعى عبد العزيز سعودي وممن كان لا يبقى مع العرب بل مع الأفغان بمعنى أنه مستقل وأخبرني بمخطط يتكون من بالنقاط التالية :-• يقتل عبد الله عزام .• وتقتل أنت ( يعنيني أنا )• ويتم تفجير طائرة سعودية للتغطية على مقتل عبد الله عزام . في الحقيقة أن يقتل الشيخ الدكتور عبد الله عزام شيء له وجه فهو رمز وله أنصار , ولكن أن أقتل أنا وأنا معتزل الساحة ولا أتدخل في شيء إلا في ضرورة وفي مسائل تتعلق بالتوحيد أمر عجيب ولا أتصوره , وأقنعني بأن أترك بيشاور فورا بل دفع قيمة أدوات منزلي بالكامل , وطلب مني السفر إلى لاهور حتى أجهز أوراق سفري وبالفعل غادرة بيشاور بزوجتي وابنتي الصغيرة .كان ذلك يوم سبت أو أحد وبقيت أرتب موضوع سفري ولم يجدوا لي حجز على الخطوط لجدة فطلبت من أختي باليمن تطلبني زيارة لليمن .في يوم الجمعة وصلني خبر استشهاد الدكتور عبد الله عزام فأيقنت أن خبر عبد العزيز صحيح , وكان الدكتور تم تحذيره ووجدت قنبلة تحت منبر الخطبة في مسجده ولعل هذا ما شجعه على الذهاب وكان رجلا متوكلاً يطلب الشهادة بإلحاح , وبينما هو متجه للمسجد وفي مدخل الشارع الفرعي لمسجده زرعت قنبلة يقال أنها تتفجر عن بعد وقتل رحمة الله عليه.في اليوم الثاني أو في نفس اليوم قدم إلي في مركز الدعوة والإرشاد أبوعبدالرحمن صديقي ومن قدمت للجهاد معه وكان قادما من كراتشي وأخبرني أنهم أنزلوا طائرة سعودية في كراتشي وتم تفتيشها ووجدت بداخلها قنبلة مع مجاهد يمني من مضيافة جميل الرحمن وبعد التحقيق معه أخبرهم بأن المصري ( السيد ) قام بتسليمها له في إسلام أباد عند باب المطار ليوصلها لأشخاص يقابلونه في مطار جدة , وتم في نفس اليوم إلقاء القبض على المصري وبالتحقيق معه أعترف وأطلق سراح اليمني في اليوم الثالث , وسهلوا سفره .وهذا لو حدث في أي بلد عربي لما خرج ذلك الشاب المظلوم بسبب ذلك المصري الأخرق بهذه السهولة , والشيء الذي لم يكن يعلمه المصري أنه كان مراقباً من الاستخبارات الباكستانية وكان متابعا ولكنه أخترق تلك المراقبة .انتظرت أياما كنت ألقي فيها دروس في مركز الدعوة والإرشاد التابع لجماعة الدعوة التي أنشئها البري فسور سعيد حافظ والمسئول عن المقاومة في كشمير .ووصتني أوراق السفر وسافرت إلى صنعاء , وربما ليطلعني الله على أشياء أخرى كانت تجري في الخفاء ونزلت ضيفاً على أختي ريثما أجهز سفري لمكة .اتصلت من هناك بالشيخ عبد المجيد الزنداني وكان يعمل برابطة العالم الإسلامي بمكة وحين علم أني في اليمن عاتبني لعدم إخباري له قبل نزولي إلى صنعاء ليقوم بالواجب , وكلم بعض الإخوة ليقوموا بذلك وفي نفس الوقت قام جماعة وأعيان قبائل ابواكرم اليمني وهم من عائلة عياش أشهر العوائل في صنعاء واليمن بعمل عدة مناسبات احتفالا بقدومي .وفوجئت بأن أسامة قد أقام عدة مضيافات في صنعاء والتقيت أحد المجاهدين الذين قدموا لأفغانستان واتضح لي هناك أنه يعمل في الأمن المركزي اليمني وذهب بي إلى المضيافات وبعد أن انتهينا أبدا لي عن استيائه من أسامة لأنه عمل لليمنيين الجنوبيين مضيافة ولليمنيين الشماليين مضيافة أخرى وفرق بينهم .وقال:- سوف أحملك رسالة تذهب بها إلى الأخ أسامة ومفادها أننا لن نسمح بمثل هذه التفرقة قابله وأخبره وبأننا جادون .قلت:- له سوف أؤدي أمانة التوصيل.مكثت في اليمن شهرين .دخلت مكة وسلمت على والدتي وقررت التوقف عن القتال في أفغانستان لأن صدمتي أصبحت قوية بعد مقتل عبد الله عزام وكنت أتوقع أن مقتله تقف خلفه مخابرات روسية وإسرائيلية وأن هذه الأهداف الثلاث التي حددت كانت ضربة انتقامية ممن أضر بالأطماع الشيوعية وأنه طالما سقطت الشيوعية فعلي بالعمل بحديث الرسول صلى الله عليه وسلم ( من خرج من بيته جهاداً في سبيل الله كان حقاً على الله أن يرزقه الشهادة أو أن يعيده إلى بيته الذي خرج من سالماً بما غنم وأن يدخله الجنة على ما كان من عمل ).استأجرت لي منزلاً قريباً من والدتي وقمت بزيارة الشيخ/ عبد المجيد الزنداني في منزله وكان قريباً مني وأخبرته بما قالوه الإخوة في اليمن والرسالة التي حملني هي عبد الحميد .فقال لي :- أخبره حتى لا يذهب إلى هناك ويفاجأ .هنا أدركت بأن القضية جد وليست هذر فقمت بزيارة أسامة بجدة ومعي أحد علمائنا الأجلاء وشربنا الشاي لديه وكان عنده أبو عبيدة البنشيري ثم خرجنا لأداء الصلاة في مسجد قريباً من منزله وبعد الصلاة انتظرته خارج المسجد وأخذته على جنب وأبلغته الرسالة فقال لي. {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ قَاتِلُواْ الَّذِينَ يَلُونَكُم مِّنَ الْكُفَّارِ وَلْيَجِدُواْ فِيكُمْ غِلْظَةً وَاعْلَمُواْ أَنَّ اللّهَ مَعَ الْمُتَّقِينَ }التوبة123لم أفكر في جوابه بقدر شعوري بالراحة أنني قد أوصلت الأمانة وكنت قد تعهدت لكم بأن أذكر الوقائع والأحداث دون إدخال التخمينات الشخصية أو الاحتمالات التي أراها وأتوقعها .بقيت في مكة حتى بداية أزمة الخليج الأولى وعلمت بأنه من المحتمل نزول أسامة بالمجاهدين إلى بلاد الحرمين وتوقعت حدوث مشاكل في البلد فيما لو قدموا فقررت السفر إلى باكستان مرة أخرى حتى تنتهي المشكلة حتى لا أقع في مسائلة من جهة الحكومة من ناحية ؛ ومن ناحية أخرى حتى لا أتحمل دم مسلم يسفك في هذه الفتنة المتوقعة , فأخبرني أحد الإخوة المسئولين عن التذاكر للمجاهدين بأن أسامة منع مغادرة الإخوة من السعودية فقلت لهم أنا لست ملتزما به أو بتعليماته , وبالفعل جهز لي أوراق سفري وغادرة إلى إسلام أباد ومن هناك لمضيافة جميل الرحمن العوائل وفي الباص التقيت بعدد من الإخوة المصريين العلماء في الأمور التي تخص اليورانيوم والمتفجرات أركبوهم جماعة جميل الرحمن على أمل استقطابهم لعدم وصول سيارة تقلهم لبيشاور من جهة المصريين التابعين لهم . في اليوم الثاني استأجرت منزل مستقل واشتريت بعض الأغراض البسيطة وذهبت أبحث عن كتبي التي تركتها لدى الإخوة المجاهدين الباكستانيون فأخبروني أنهم فهموا أنها هبة ووزعت على المراكز فقلت لي الأجر من الله .وبقيت مع كتابي الوحيد لابن القيم الجوزية وجهاز كمبيوتر صخر والذي بدأت أطبع عليه رسالة يومية عن سوء الظن أو عن علامات الساعة أو الآيات التي أرى أن الكثيرون لا يعملون بها من المجاهدين وأسميتها رسالتنا لهذا اليوم .وبدأ نقاش في الساحة عن نزول لبلاد الحرمين وكان هناك تيارين الأول الجزائريين بما يتمتعون به من شدة وغضب وقلة علم .والإخوة المصريين وبفكرهم المتعدد .وكان التفكير متجه لإقامة الخلافة في أرض الحرمين والمصريين يتهموننا بأننا لا نستطيع ولا نعرف استخدام النفط , ومن هذا المنطلق كان توجه نزولهم . تصدى الأخ التبوكي وأنا لإقناعهم بخطأ هذه الفكرة وكانت حجتنا قوله تعالى {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَاراً وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ عَلَيْهَا مَلَائِكَةٌ غِلَاظٌ شِدَادٌ لَا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ }التحريم6وبما أنه بلادكم تحكم بالقوانين الوضعية الإنجليزية والفرنسية فهي الأولى بكم بدلا من إقامة حرب في أرض حكومتها تعلن الحكم بالقران وتنفذه حتى وإن وجدت أخطاء .فأنقذوا أهليكم هو ما أنتم مأمورين به.عاد الجزائريون للجزائر وحدث ما حدث والمصريين لمصر وحدث ما حدث في الأقصر وغيره.في الفترة هذه التقيت بشخص يدعي أنه المهدي بعد أن طلبوني الإخوة في مضيافة جميل الرحمن لكي أجلس معه وأناقشه وبالفعل استضفته في بيتي لمدة خمسة عشر يوما ؛ يومياً أناقشه وأقرأ عليه صفات المهدي والتي كان أولها لم يكن يتمتع به وهو الاسم ( محمد بن عبد الله ) ولا يستبعد أن يكون أحمد , بعد خمسة عشر يوماً أقتنع بأنه ليس المهدي وأن ما كان به هي حلاوة الإيمان ودخول الملك للقلب بعد خروج القرين منه ( ومن هذا الباب كان ضلال غلاة الصوفية ).هناك بعد القصص الجانبية الشخصية كما سبق وأن تركت بعض القصص من معارك جانبية في جاجي نتركها لمناسبات أخرى .سوف نتحدث في الأجزاء المقبلة عن :-• دراسة القادة لإقامة الحكم باسم الخلافة .• كتيبي عن الخلافة والمهدي .• دور الاستخبارات العالمية بعد هذا الكتيب.• طلب مدير هيئة الإغاثة السعودية أبو ساجدة بأن أعود للمملكة .• طلب المدير التالي بعد أبو ساجدة لهيئة الإغاثة ابوالبراء بأن أعود للمملكة عن طريق السفارة السعودية . • محاولة إقامة الخلافة من جهة أبو أيوب البرقاوي والفلسطيني أبو عثمان .• الشك في من صنعهم ابوالبراء المصري بأنه يعمل لاستخبارات أجنبية وهروبه من باكستان .• سحب البساط من تحت أقدام المجاهدين وتخلي المنظمات عنهم.• الهجمة من الحكومة الباكستانية على العرب ومطاردتهم.
الجزء الثالث عشر من مذكرات1409هـ1415هـإقامة الخلافة والباحثون عن المهدي:-في العام 1410هـ قدموا مجموعة من الشباب ممن ينتظرون ظهور المهدي ويبحثون عنه وزاروني في منزلي ولم أكن بعد تكلمت عن هذه القضية برغم أني كنت أدرسها بتمعن وصمت وتكلموا عن ظهور القحطاني واحتمالية كونه أسامة وعن خروج المهدي من جهة خرسان , وعبرة لهم بطريقة مقتضبة بأن الوقت مبكر جدا على هذه الأحداث , علما أن اثنين منهم أحدهم خريج من الجامعة والأخر درس علوم شرعية في الجامعة , وكان ذلك في الفترة التي مر علي ذلك الشاب الذي يدعي بأنه المهدي أي عام 1410هـ , ولولا فضل الله علي لكنت مع هذه الشبه المتوفرة والضغط المتراكم على الإسلام لضللت ودخلت باب من أبواب الفتن وأحد أولئك الإخوة هو اليوم مقعد وكان أعدلهم وأكثرهم حرصا للصواب , أما ألآخر فقد سجن من قبل في قضية جهيمان .من هنا قررت أن أكثف بحثي في هذه القضية التي كان يمنع التحدث فيها ممن يقيسون الأمور بأهوائهم وينسبون ذلك ظلماً وجوراً إلى العقل ولم يكن قد أدركوا أن هذا من الأمور المسببة للانفصام النكد لأن الفطرة تطلب العلم الشرعي شاءوا أم أبو وأن هذا التصرف يوجه إليهم أصابع الاتهام في طمس الدين والعلم ولم يدركوا بأن سكوتهم عن الحق وتكميم الأفواه خشية الفتنة زعما هي الفتنة ومعها السكوت عن الحق ومنع العلم والبحث .ولم أدرك أنهم جهال ويمنهجوا للآخرين السير على جهلهم إلا بعد فترة ولكن كنت أعلم خطأهم وإن أدعوا العلم , مثلهم مثل المدعين للمهداوية أو يبحثون عن المهدي دون علم بالواقع وتسلسل أحداث الزمن .وضاعفت جهودي حتى عام 1411هـ توارد إلى سمعي بأن القادة الأفغان يفكرون بإقامة الدولة تحت مسمى الخلافة , وكنت قد سمعت بوصول الدكتور حمدي مراد مدير لجامعة بالشام ومنتدب لليبيا وقدم لبيشاور وبدأ في إلقاء بعض الدروس , اتصلت بالدكتور حمدي مراد وأخبرته بالموضوع وشرحت له ما توصلت أليه وأنه يجب التحدث مع القادة بهذا الخصوص وكنت أطمع في أن يرافقني لمقابلتهم , ولكنه فاجئني أنه سبق كان يفكر من زمن طويل في هذه القضية و المهدي وقيام الخلافة وتوصل أنها تقوم في الشام أخر الزمان وقبل ظهور المهدي إلا أنه لم يكمل البحث لكثرة مشاغله وأثمني على سكوتي وطلب أن أكتب كتيب في الموضوع وأنه سوف يقوم بعمل ألمقدمه له ولكن كان لا يزال في قلبي تخوف من أن يكون الأمر خلاف ما توصلت أليه فأثم , ولذلك لم أكن كتبته في أوراق في منزلي ولا في كمبيوتري حتى لا يراه أبنائي أو غيرهم فيستحسنه ويقوم بنشره .بدأت أعكف على كتابته حتى أكتمل وزرته وعرضته عليه وتركت الموضوع ليدرسه بعد أيام أعاده إلي وقد كتب مقدمة طويلة لم أكن أتوقع أن المسألة بالنسبة له بهذه الأهمية ومن ضمن كلامه وبعد أن ذكر أنه سبق وأن فكر في الموضوع وطرحه ولكن مشاغله حالة بينه وبين ذلك قال:- وكنت أتمنى من أكون من صنف هذا الكتيب .وهذا طمئنني فطبعت منه ألف نسخة توزع فقط على العلماء .وكان بحثي بمقدمة من ثلاث نقاط .• عقيدة اليهود وهي :- 1. معركة مجدوا الحارقة .2. بناء إسرائيل الكبرى . 3. إيجاد هيكل سليمان . 4. خروج رجل من نسل داود وحكمه العالم .وبالتالي يتضح أنهم يخدعون النصارى حين يدعون لهم بأنهم يؤمنون بنزول عيسى وحكمه العالم . • عقيدة النصارى تتلخص في:-1. قيام إسرائيل الكبرى.2. حدوث معركة الهر مجدون الحارقة .3. نزول عيسى عليه السلام وحكمه العالم.• عقيدتنا نحن امة محمد :-1. حدوث معركة آليا ووصفت عند البرز نجي بأنها حارقة .2. قيام الخلافة بأرض الشام وفلسطين يمكن لها جيش من خرسان.3. ظهور المهدي بعد موت خليفة وحدوث فتنة.4. خروج الأعور الدجال ملك اليهود المنتظر.5. نزول عيسى وقتله للدجال .6. حكمه بعد المهدي .7. خروج يأجوج ومأجوج.8. باقي علامات الساعة الدابة وخروج الشمس من المغرب الخ.واكتفيت بالأحاديث الصحيحة الصريحة الواردة في هذه المواضيع. وأسميته ( متى وكيف تسقط الحكومات وتقوم الخلافة ) واخترت الاسم لأني أرغب بشريحة معينة تتطلع عليه ونشرته مجاناً وبالذات للعلماء وطلاب العلم , من ثمة فوجئت بعدها بشهر بقدوم الشيخ عبد العزيز السعدون من الكويت وزارني في منزلي وطلب مني زيادة فصل وأن يكتب هو تقريظاً للكتيب بجوار مقدمة الدكتور حمدي مراد وفعلت وجلست بين يديه واستفدت منه , وكتب التقريظ , وجاء من ضمن كلامه أن قال :- وإن هذه الرسالة وبرغم صغر حجمها إلا أنها عظيمة النفع.من ثمة قدم بعض العلماء وطلاب علم من أطراف أفغانستان قرب إيران وطلبوا السماح بترجمته للفارسية والبشتوا وإدخاله إلى خرسان المدينة الصغيرة في إيران علماً بأن كل المناطق إيران وباكستان وجزء من الهند وبخارى كان يطلق عليها قديماً خرسان.اتصل بي أحد الأطراف عن طريق الهلال وطلبوا أن يطبعوه على نفقتهم بشرط تغير الاسم فرفضت .قبل ذلك بأيام كان أن طلب مني أبو ساجدة مدير هيئة الإغاثة السعودية بالعودة للوطن وأنه سوف يتم تصحيح وضعي على أن أنزل بجواز باكستاني فرفضت.ثم جاء بعده في الإدارة أو أبو البراء وطلب مني النزول عن طريق السفارة السعودية وإنهاء مشكلتي حال وصولي فوافقت على أن أنتهي من بعض الأمور وكنت قد بدأت أبيع العسل ومنه رزقي وأخذ الشباب يتاجرون به ونزلت كميات كبيرة منه للسعودية , ولم يكن العسل منتشراً لدينا بهذه الكميات الكبيرة وهذه الكيفية وكنا نعتقد أن العسل الأصلي فقط هو السدر الحضرمي ولم نكن نعرف أسلوب المناحل المتنقلة , وكنت أكسب منه ولله الحمد الكثير وهذا جعلني مستقلا لا أعتمد على الهيئات أو على أموال أسامة .من هذه اللحظة وبعد نشر الكتيب بدأ يتوافد إلي أشخاص من الشام ومن أماكن أخرى لم أعد أذكر معظمهم لنتدارس الموضوع وما فهمته هو أن هذا هو الواقع المنتظر , وبدأت أشعر بمراقبة دقيقة لم أكن أحس أو أفكر بها علماً بأني لم أتحدث سوى عن أحاديث الأخبار والتسلسل الزمني والذي لم يسبق لأحد أن وضعه في هذه القضية حسب علمي وما ورد في تقديم الدكتور له وتقريظ الشيخ عبد العزيز السعدون .وبدأت اللعبة الحقيقية بعد ذلك بثلاث شهور وهذا ما سنراه في الجزء الرابع عشر إن شاء الله.• محاولة إقامة الخلافة من جهة أبو أيوب البرقاوي والفلسطيني أبو عثمان .• الشك في من صنعهم ابوالبراء المصري بأنه يعمل لاستخبارات أجنبية وهروبه من باكستان .• سحب البساط من تحت أقدام المجاهدين وتخلي المنظمات عنهم.• الهجمة من الحكومة الباكستانية على العرب ومطاردتهم.
الجزء (14)من مذكرات 1409هـ1415هـمحاولة إقامة خلافة في القبائل الباكستانية:-نتكلم في هذا الجزء كما وعدنا في محاولة إقامة خلافة ومبايعة خليفة .قدم إلي شخصين لم أرهما من قبل في الجهاد أو أسمع عنهما الأول وكنيته أبو عثمان الفلسطيني وكان تاجر سلاح يهربه لفلسطين والأخر طالب علم يدعى أبو أيوب البرقاوي يحفظ غيباً البخاري ومسلم وكان مجتهداً في العبادة , وزاراني في المنزل ليتحدثوا بخصوص الخلافة , وضرورة إقامتها .ولاحظت أن أحد الأفغان المرافقين لهما لخدمتهما معلق تميمة وبعد أن انتهى الفلسطيني من شرحه برسم ورقي رسم عليه أطراف جسد ولكن الرأس غير موجود وأنه يجب أن نضع الرأس ليستقيم الجسد وبعد أن تكلم البرقاوي مؤيدا .قلت :- أعتقد أنه ليس من مهمتنا السعي لإقامة حكم , إن مهمتنا هي الدعوة إلى (لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله )وتعريف الناس بها والعمل بمقتضاها فإذا وجدت الأمة التي تعمل بها ألف الله بين قلوبهم وهداهم للصواب.وأنا أراك تسعى لإقامة الخلافة وأنت تصطحب معك لخدمتك رجل مشرك يعلق التمائم وبما أنك ولي نعمته إن كنت تعرف التوحيد تعلمه .فاضطرب قليلاً ً وقرروا الانصراف وكان الوقت ليلاً , واعتقدت أن الأمر قد انتهى.بعد يومين أو ثلاث جاءني شخص مصري عرفني بنفسه بأنه ابوالبراء وأنه قادم من طرف أبو أيوب وأبو عثمان وبعض الإخوة في حي (حياة أباد) يدعونني لحضور اجتماع لهم في حيات أباد وأنه من الضروري حضوري .تشاورت وأبو خباب المصري وكان جاري في الذهاب فرشح أن نذهب في الصباح كزيارة ونفهم عقيدة أبو أيوب لأنه سمع بأنه جهمي ونفهم الوضع بالضبط , وبالفعل ذهبنا وجلسنا مع أبو أيوب وسأله أبو خباب عن حديث إن الله يضع الأرض على أصبع ........الخ .فقال البرقاوي نعم حديث صحيح وأكد معنى الحديث وأشار كما أشار الرسول صلى الله عليه وسلم , فألبس علينا .كنت مسلحاً في بيشاور بمسدس تي تي كامل ولدي رخصة لحمله وحين قررنا أن نذهب في الليل تركته في المنزل مخافة أن يكفرونني ويقتلوني لو وجدوا الرخصة معي وحضرنا الاجتماع وكان مكتظا بعدد كبير ولم أكن أعلم أنهم بلغوا بتجمعهم مبلغ كبيرا وفهمت من الموجودين أنهم قدموا لمعرفة الموضوع , ولم أكن أعلم أنهم قد أخبروا كثيرا من الإخوة أنني معهم .بدأ الاجتماع بكلمة من أبو عثمان بالمكر يفون وقضية الرأس والجسد وهذه كثير من الناس يمجها ولا يقبلها , ثم تكلم البرقاوي وأستشهد بالعديد من الأحاديث للخلافة وجلس .فوجئت بأبوالبراء المصري ومعه أبو عثمان وغيرهم يأتوا إلي وكنت في الصفوف الأخيرة ويقيمونني بالقوة ويدفعون بي إلى المكر يفون ففهمت خطة إحضاري .هداني الله في تلك اللحظة أن أتكلم في قضية الأسماء والصفات لأرى أثر ذلك على القوم , وكنت ملما ولله الحمد بها وحافظاً لشرح كتاب التوحيد بقلم الغنيمان في الأسماء والصفات وردوده على الجهمين , وما أن شرعت (( والذي نفسي بيده أحسست شيئا دخل من حلقومي كأنه ريح واستطردت بدون خوف منهم وبدون أن أشعر بسرد دقيق للأحاديث ومفهومها والرد على الفرق الضالة )) لاحظت وأنا أتكلم أن رفاق البرقاوي يكلموه ويدفعوه في ركبته حتى يسكتني وهو يشير إليهم بالانتظار حتى أتممت .فقام بعض الإخوة يسحبونني للخلف وكانوا من ليبيا وسعوديين ومصرين , وكان أبو أيوب قد قام على المنبر وبدأ يتكلم :فقال :- إن هذا الكلام ليس أول من قال به ( أبو.....) يعنيني بل سبقه إلى ذلك ابن تيمية ومن يقول بهذا فهو كافر.هنا اتضحت الصورة للجميع وبدأ يحدث نقاش بينه وبين بعض الإخوة أما أنا فسحبوني الشباب للخارج وأركبوني سيارة وأوصلوني للبيت .لم أنم بل جلست على الكمبيوتر وعملت عدة رسائل من كتاب الغنيمان في الأسماء والصفات وجهزتها حتى توزع في الصباح على شباب الساحة وهذا ما حدث بالفعل .في الصباح جاءني ابوالبراء المصري يعاتبني ثم ذهب وأعلنوا بين الإخوة أنني تبت وتراجعت ولم أكن أعلم .في هذه الفترة بدأت حملت الحكومة الباكستانية على العرب لطردهم خارج باكستان فاضررنا أن نلجأ للقبائل وكنت أعرف بعض العلماء الأفغان والباكستان منهم من درس بجامعة الشريعة لدينا ووفروا لي سكن لدى شيخ القبائل الشيخ محمدي وتوسطت لبعض الإخوة العرب , من ثمة قدم ابوعثمان وابوايوب ومعهم مجموعة مقتنعة بفكرهم , واجتمع بي شيخ المنطقة وكنت ضيفه وهو باكستاني أمير مجموعة قبائل بارا مع بعض العلماء الذين عرفوني به من الأفغان , لنتدارس أمر وابوايوب وأبو عثمان لأنه أصبح خائفا من حدوث مشكلة بينهم وبين أهل القبائل بخصوص فكرة الخلافة , وكانوا جميعا من أهل الحديث ومن السنة.وقرروا في نهاية الموضوع أن أحاول مناقشتهم بالتي هي أحسن وأن يوفروا مكانا بعيدا بين الجبال وتحت حراستهم وأكون معهم فترة لعلي أستطيع التأثير عليهم .سيكون حديثنا القادم في الجزء(15) :-• بيعتهم لخليفة مقيم في بلد أخر بالفاكس .• تخطيطهم لعمل خلايا ومعسكرات تدريب داخل أرض الحرمين.• هروبي منهم بالحيلة وإخراج زوجتي وأطفالي.• رؤية صاحب المكتبة لي ولزوجتي وابنتاي ثلاث ليالي متتالية .• مناقشتي للخليفة الثاني المزور والذي أتوا به من بريطانيا في مبنى شيخ القبائل وإسقاطي لبيعته بموجب معتقدهم من يحمل جواز فهو كافر وهو جاء بالطائرة.• تحليلهم تناول الحشيش وتعاطيهم إياه.• حكم محكمتهم علي بالقتل .• هروب ابوالبراء من باكستان حين أخبرته أني سوف أدعوا القبائل لتطبيق حديث الخوارج عليهم.• سحب البساط من تحت أقدام المجاهدين من قبل منظمات الإغاثة.يتبع
الجزء (15)مذكرات1407هـ1415هـمبايعة الخليفة بالفاكس :-تم اختيار مكان منعزل بين مجموعة جبلية في أطراف القبائل وتم تجهيز سكن جيد وبدءنا مرحلة مراجعات , ولكن القوم في كل يوم يزدادوا غلواً وتشبثا بفكرتهم حتى كان يوماً قاموا جميعاً بحلاقة رؤوسهم قرع بالموس , فقالت زوجتي لزوجة أبو عثمان بأن هذه من علامات الخوارج , (تعني حلق الرأس ) فأخبرت تلك زوجها الذي قال لها إن الخوارج انتهوا ولن يخرجوا أبدا .حين علمت بدأت أتخوف على زوجتي وأطفالي فاحتلت بحيلة كنت وأمير القبائل متفقين عليها واستدعاني لديه في منزله في بارا وشرحت له الوضع فطلب مني المكوث في بيشاور لدى الشيخ مسلم دست وهو الذي عرفني به أصلاً وكان مسلم دست من طلاب الشريعة لدينا ويجيد اللغة العربية وله عدة مصنفات وكان يستطيع في خلال ساعات أن يسير مسيرات لا تخطر على بال من شدة محبة الناس له ولعلمه , وسبق أن قامت مظاهرة غطت بيشاور والمناطق الحدودية حين حاولت السلطات مصادرة كتاب له من المكتبات .مكثت عند مسلم دوست أياما تم ترتيب خلالها وأحضر أخ زوجتي أبنائي وزوجي من المعسكر الذي وضعت فيه المجموعة .وأعطاني أمير القبائل منزلا في منطقة بارا وأصبح من يريد الدخول لهذه المجموعة يمر علي لمعرفة حالهم , حتى جاءني أحدهم بصورة فاكس وأخبرني أنهم قد بايعوا خليفة أظنه كان بالكويت المهم في دولة عربية إلا أن الرجل إما أنه رفض أو تم القبض عليه وتورط الفلسطيني أبو عثمان وابوايوب البرقاوي في هذه المعضلة من أين لهم بخليفة كم كانوا قد وعدوا من أنضم إليهم أو الذين قالوا حتى نرى الخليفة , ولكنهم لم يعدموا حيلة واحضروا شخص يعيش في بريطانيا من أصل فلسطيني أو أردني .وكانت معتقداتهم تتلخص في:-من لم يبايع الخليفة ويلتحق بهم فهو كافر.من يحمل هوية أو جواز سفر كافر.جميع من على الأرض كفار ما عدا من هم معم .في الحقيقة خشيت أن تكون خلافة الأعور الدجال قبل إدعائه الإلوهية لأنه في الأثر أنه يذهب لخرسان ويدعي الصلاح فيتابعوه الناس ويبايعوه ثم يدعي النبوة فينفض من حوله أهل العلم والفاهمين ثم يغضب غضبة فيدعي الآلوهية فيطمس الله على عينه وإن كانت هذه الدراسة غير محققة.وحين حضر خليفتهم الجديد وكنت أعلم بأنه مزور لأن البعض تركهم وهرب وعلم بجهلهم وأخطائهم إلا أنهم ألزموا كل من بايع ببيعته أو يسفك دمه وكان معظم أولئك خارج تجمعهم في القبائل فكلمت أمير المنطقة أن يطلب منهم إحضار خليفتهم للمناظرة في المبنى العام لشيوخ القبائل , وأحضرت مسجلة معي وبالفعل حضر ابوعثمان وخليفته وشخصين ولم يحضر البرقاوي عالمهم وشيخهم وبدءنا الجلسة وقلت لدي سؤال أولا :-قلت:- تعتقدون بأن كل من يحمل جوازاً أو هوية كافراً ؟؟قال ابوعثمان :- نعم.قلت :- من أهم شروط بيعتكم للإمام أمن ضمنها الإسلام ؟؟قال ابوعثمان :- نعم.قلت :- متى تمت البيعة للخليفة وكيف ؟؟قال ابوعثمان :- منذ كذا شهر وبايعناه بالفاكس .قلت :- ليجيبني الخليفة وليس أنت يا أبا عثمان.قال :- هذا الخليفة .قلت:- وإن كان .قال الخليفة أسكت يا أبا عثمان.قلن :- كيف حضرت من بريطانيا ؟؟قال الخليفة :- بطائرة.قلت وكيف ركبتها تهريباً ؟؟قال :- لا . بجوازي .قلت :- إذا حينما تمت بيعتك تمت وأنت كافر بحسب مذهبكم؟؟فقال :- أبو عثمان بشدة هو قطع الجواز بمجرد دخوله باكستان.قلت :- إنما حين بويع وباستخدامه للجواز هو كافر في معتقدكم وبالتالي تسقط منه البيعة.قال :- جددنا له البيعة .قلت :- إذا على جميع الإخوة تجديدها أليس كذلك ؟؟قال ابوعثمان ممكن .قلت :- إذاً الإخوة الذين لم يبايعوا مرة أخرى في حل من بيعتهم الأولى كونه كان كافراً بمنهجكم وبالتالي لا داعي لتهديدهم بأنهم نقضوا البيعة , وكل هذا أتكلمه معكم وأنا أعلم بأن من بايعتموه بالفاكس كان في دولة عربية وأنه لم يحضر ولعله رفض إنما لكي أختصر عليكم النكران , واعتقد أن جلستنا انتهت .بعد أيام تناهى إلى سمعنا أنهم أحلوا تناول الحشيش وبدأو في تعاطيه , وقدم إلينا من جهتهم شاب ليبي كنت أعرفه أول وصوله لبيشاور وكنت أغبطه لفرحة الإيمان على محياه وذكره المتصل والنور الذي يشع منه , وحين رأيت الشاب بعد عودته من عندهم إذا هو شاحب اللون زائغ العين منظره مؤلم وكان قدومه إلى بيت الشيخ مسلم دوست لأنه جعله دارا للضيافة لأي شخص للنوم وتناول الطعام والتدارس بدون أي تنظيم حركي أو التزام وحين بدأنا نناقشه أصر على أنه حلال وأنه يستطيع أن يثبت لنا أنه غير مذهب للعقل فتحداه الشيخ / مسلم دوست فقال أنا مستعد أشربه الآن ولا يحدث لي شيء فقال له الشيخ مسلم هل معك منه شيء قال نعم فأخرجه للفناء الخارجي وأرسل سراً وأستأجر كمرة تصوير فيدوا , وقال له اشرب وحين بدأ قال له الشيخ أنا من يحدد الكمية لا أنت قال طيب , فوضع له الشيخ كمية كبيرة جدا ولف بنفسه سيجارته وحين تناولها وكان قد دخل وقت صلاة المغرب قال له الشيخ هيا توضأ للصلاة وكنا قد رأيناه بدأ في الترنح .حاول أن يتوضأ ولكنه لم يفلح ثم صلينا وأدخلناه المجلس وكان في حالة سكر شديد طلب الشيخ كمرت التصوير وبدأو في تصويره وكان يقوم ليحاول الخروج ولكنه يحاول الخروج مع الجدار , ثم قام الشيخ بطلب مقص وقص له نصف شاربه وترك له نصف شاربه الآخر ودخل وقت النوم فكان يقوم ويدوس على الضيوف النائمون فأخرجناهم لصالة أخرى وأغلقت عليه الباب وأحضرت عدة كراسي وجعلتها كالسرير أمام الباب ونمت عليها لأني خشيت أن يقتله الأفغان , وكان أملي أن يهديه الله .في الصباح أستيقظ وحين ناقشناه قال أن له عادة يسير وهو نائم ولم يكن سكران فقال له الشيخ مسلم دوست اذهب وأنظر في المرآة حين نظر تغير لونه ووضع يديه على وجهه وبكى فقال له هل أريك الفيلم الفيديو فقال لا .. لقد صدقت والله إنه محرم .وكان أخر يوم له في تلك الجماعة الضالة .نتحدث في الجزء(16) :-• رؤية صاحب المكتبة لي ولزوجتي وابنتاي في المنام ثلاث ليالي متتالية .• تحليلهم تناول الحشيش وتعاطيهم إياه.• حكم محكمتهم علي بالقتل .• هروب ابوالبراء من باكستان حين أخبرته أني سوف أدعوا القبائل لتطبيق حديث الخوارج عليهم.• سحب البساط من تحت أقدام المجاهدين من قبل منظمات الإغاثة.يتبع
الجزء ( 16 )من مذكرات 1407هـ 1415هـخطابي للشيخ السبيل بخصوص أسامة وتكملة موضوع جماعة الخلافة :-في العام 1410هـ كتبت خطاب من ثلاث صفحات على الكمبيوتر ووجهته للشيخ عبد الرحمن السبيل وكان إمام الحرم المكي عن طريق ابن عمه وكان جاري واسمه أيضا عبد الرحمن السبيل وحذرت فيه من خطورة الخط الذي يسير فيه أسامة واحملهم مسؤولية الشباب أمام الله واطلب وقف الدعم عن أسامة .بخصوص قضية الخلافة :-سكنت كم ذكرت سابقا في منزل اعطانيه شيخ القبائل وكنت أخرج صباحا لمكتبة موجودة في بارا واجلس فيها أقرأ منها وكن صاحب المكتبة من سكان القبائل الأفغان في يوم قال لي لقد رأيتك وزوجك وأطفالك في رؤية وما رضيت أقلك أول يوم وشفت الرؤيا مرة ثانية في الليلة الثانية ولم أخبرك ولكني البارحة رأيتها للمرة الثالثة فلابد أن أخبرك قال رأيتك وكأنك علي رضي الله عنه وزوجتك هي فاطمة وبناتك الاثنين الحسن والحسين .قلت الله المستعان ابتلاء ومقاتلة الخوارج , ذهبت لسوق السلاح واشتريت كلاشنكوف وشوا جير لأني لا أحمل غير مسدس .في ذلك اليوم فوجئت باثنين من جماعة الخلافة يركبون معي السيارة وأنا منصرف للبيت قالوا جين معك قلت الله يحيكم وصلوا عند الباب وتناقشنا قليل وأبدوا أنهم ملاحظين حاجة خطاْ في موضوع الخلافة قلت وهل تعقدون أن ما أنتم عليه صواب , أحسست أن هدفهم كان مختلفاً ولكنهم غيروه لأمر ما .في اليوم الثاني نزلت للمكتبة فاتصل به هاتفيا ابوالبراء فقال :- ترى المحكمة للخلافة حكمت بقتلك قلت:- في الحقيقة إنا كنت ساكت لحد ألان ولكن طالما القضية وصلت لسفك الدماء فأن سأخرج أحاديث الخوارج زمنها ( يخرج قوم آخر الزمان حدثاء الأسنان سفهاء الأحلام يدعون إلى الله وليسو من الله في شيء يحسبون أنهم على شيء وليسوا على شيء الخ , وسوف تكون هذه خطبة الجمعة في مساجد القبائل وألان وجب اجتثاثهم .في نفس اليوم جاءني صاحب المكتبة وقال تعال بسرعة أنت وأهلك الجماعة استأجروا واحد من القبائل ومعه شخصين منهم يريدون قتلك , بالفعل انطلقت معه لمنزله ومن هناك سيارة إلى لاهور أمنت أهلي وعدت عند الشيخ مسلم دوست تشاورنا وتكلمنا مع أمير عام القبائل وتم قرار طردهم من المنطقة وحدث أول صدام بينهم وبين القبائل وقتل منهم شخصين وهربوا لداخل أفغانستان ويريد الله أن يدخلوا منطقة الشيخ مسلم دوست وتم الضغط عليهم فتفرقوا وهرب ابوعثمان واختفى بدون أن يعرف احد له طريق من أصدقائه وكذلك ابوالبراء اختفى وسافر بزوجته في نفس اليوم الذي اتصل بي وابوايوب البرقاوي قبضوه القبائل بجوار النهر في منطقة اسمها بورد وأوسعوه ضربا وتركوه ظناً منهم أنه ميت ولكنه نجا وسمعنا انه هرب خارج باكستان .وكان من أهم أهداف هذه الجماعة عمل معسكرات في مكة والمدينة.ومن أهم صفاتها الكذب .سحب البساط:-من تحت أقدام المجاهدين تخلت كافة المنظمات وهيئات الإغاثة عن مساعدة المتبقين ممن جاهد أو ممن قدم باسم الجهاد وللعمل أو المساعدة في الإغاثة , وفي المقابل بدأت تغدق عليهم المنظمات التبشيرية والصليب الأحمر وتساعدهم في السفر لبلدانهم وتساعد في تيسير ذلك وبقي كثير ممن حرقوا جوازاتهم على أساس عدم عودتهم لأوطانهم ورغبتهم في الشهادة , بينما المؤسسات العربية أقفلت أبوابها حتى في وجه من يرغب العودة وهم من سهل له الحضور , وكانت هذه نقطة تحول في فهم الناس بأنهم كانوا مخدوعين .عدت إلى البلد في 1415هـ طبعا هناك مواقف كثيرة في القتال أعرضت عن ذكرها خوفاً من الإطالة يأتي ذكرها كلمت أتيحت مناسبة .ماذا حدث بعد 1415هـ وتغير تعامل الحكومة معهم من العام 1416هـ نأتي إلى ذكره في حلقات أخرى منفصلة أذا سنحت فرصة بعون الله .مرئياتي واستنتاجاتي ورأي الشخصي حول الموضوع برمته يأتيكم بعد أيام بعد أن تكونوا أتممتم القراءة وتصورتم القضية من خلال منظاركم الشخصي , حتى لا أؤثر على قراءتكم للأحداث ورآكم الشخصية .