الأحد، 23 نوفمبر 2008

في سجن إحدى البلاد العربية الشديدة السرية

في إحدى البلاد العربية وفي قسم من أقسام زنازينها السرية
يقبع السجين في قبر يطلق عليه زنزانة بصورة عفوية
ودور مياهها لقضاء الحاجات البشرية خارج تلك التكية
تطرق الباب حتى تكل وتإن وتتولول فيأتيك نبشتي الدورية
ويخرجك بعد التثبت وإعطاء خبر وطلب إذن الجهات العلوية
تخرج معه في سرداب طويل في نهايته دورة مياه فردية
بجوار بابها الحديدي دكة مبنية بالخراسانة الإسمنتية
وحارسك في جيب سترته قلم و بين يديه ورقة مطوية
وباب دورة المياه موارباً حرصا عليك ليس له سكرجية
ويجلس حاميك على الدكة في تنصت بدقة وسرية
فإن سمع لك صوتاً وشم ريحا كتب إن المذكور أعماله
معلنة وجهرية ولها صيتاً و تأثيرات قوية على الرعية
فإن سمع صوتاً ولم يشم ريحاً كتب إن المذكور أعماله
معلنة و جهرية وتأيراتها في الرعية شديدة السرية
فإن شم ريحاً ولم يسمع صوتاً كتب إن المذكور في شدة
السرية وأعماله لها تأثيرات خطيرة و قوية على الرعية
فإن لم يسمع صوتاً ولم يشم ريحاً كتب ها ها هذا
أخطر الموجودين أعماله في غاية الدقة والتكتم والسرية
لا تُرى لاتُسمع لا تُشم وأخاف أن تكون أعماله إنقلابية

نحن نخشى الجوع أذكياء ولسنا ولله الحمد والمنة أغبياء

--------------------------------------------------------------------------------
كنت أسير في شارع طويل إبتداء
لست أدري من اين بداء
ولا متى بداء
ولا كيف بداء
حين أبتداء
إلا أنه أبتداء
في وسطه سور من رخام قد بداء
بطوله لا ينقص
بل يزيد من المبتداء
ظله أنعدم من المبداء
والغى المبتداء
فأصبح الخبر
والفعل
هو هو المبتداء
وغاب عن ضمير الفاعل المبداء
سقطت ورقتي من عاصفة هوجاء
أنحيت لأستردها
قالوا لي لاء لاء
سيشك والينا بأنك
تحمل قطعة رثاء
تنعيه
والموت عنه دائم الإباء
وحكمه سرمدي الأثر والبقاء
مولانا حي لا يموت
وله البقاء
قيوم لا يغفل
وله الحكم والقضاء
يكتب لنا الحكم
ونحن القراء
ويقراء لنا القضاء
وعلينا الرضاء
يكرمنا حقنا
فنصفق له حياء
يمنعنا حقنا
ندعوا له بالبقاء
أوفياء له
نحن له أوفياء
فلا تفرق
بين النون والهاء
نحن نخاف الموت عقلاء
ولسنا ولله الحمد والمنة جبناء
نحن نخشى الجوع أذكياء
ولسنا ولله الحمد والمنة أغبياء