الاثنين، 25 أغسطس 2008

ذكرياتي مع أسامة بن لادن؛ ود.عبدالله عزام ؛ والشيخ/جميل الرحمن؛ وعبدرب الرسول ؟


بسم الله الرحمن الرحيم
سوف أشارككم بذكرياتي . على صفحات مدونة بلوج الفكر حول قضية الجهاد في أفغانستان .
من عام 1406هـ حتى عام1415هـ .
والإرهاصات الناتجة عن ذلك حتى تاريخ اليوم.
وسوف يتضمن الموضوع:-
-1علاقتي بأبي عبد الله ( أسامة بن لادن ) والمعارك التي اشتركنا بها سوياً.
-2ذكرياتي مع الرجل العظيم الشهيد عبد الله عزام وإيصالي له لقلعة تشاوني بعد أن فتحها الله علينا.
-3ذكرياتي مع الشيخ / عبدالمجيدالزنداني وإيصالي له لقلعة تشاوني لمقابلةالشيخ الدكتور عبد الله عزام رحمه الله.
-4علاقتي بالشيخ / عبدرب الرسول سياف أمير عام المجاهدين .. والرئيسالأول للحكومة الانتقالية الأفغانية .
-5علاقتي بالشيخ جميل الرحمن .. وطريقة تسلمي معسكر كونر التابع له.
-6قتل الدكتور عبد الله عزام ووضع القنبلة بالطائرة السعودية ومحاولة قتلي عام1409هـ.
7- نقاشي الحاد مع برهان الدين ربانيحين كان وزيراً للإعمار في حكومة المنفا .
8-موقفي من التفجيرات بشكل عام وفي بلاد المسلمين بشكل خاص .
9-وأترك الباقي مفاجئة.
ولن أذكر سوى قصص وأحداث واقعية لا دخل للرأي أو الإستنتاج فيها
وأترك لكم إستخلاص الدروس والعبر
ثم أسجل لكم إنطباعي الشخصي بعدأن أسمع منكم .
وهذه المذكرات مجموعة بترتيب منسق بإجتهاد شخص متفاعل :-

خدمة لأخي أبو زياد المكي ، جمعت المذكرات في ملف وورد ليسهل على الإخوة قراءتها وأرجو أن يسامحني أبو زياد فقد جمعتها من دون إذنه ولكن بإذن الله تعجبه

التحميل مباشر

http://gigaup.net/download.php?filename=2d21656e5a.doc
وسوف أدرج عدة روابط نزلت فيها أجزاء من المذكرات ومن لم يتمكن من فتحة واحدة يعتمد الأخرى وذلك بينما أقوم بإعادة تدوينها كاملة على صفحات مدونات بلوج .
المواقع :- إضغط إسم الموقع.

تحت إرهاصات الظلم سنن كونية وقدرية

تحت إرهاصات الظلمالسلام عليكم ورحمة الله وبركاتهتحت إرهاصات الظلم الذي تعايشه المجتمعات الإسلامية سواء المتفشي في ما بينها من عليتها وكبرائها ضد مجتمعاتهم بعقلية المتسلط وأساليب المتكبر.أو من قبل أعدائها من خارجها تجاه دينها وعقيدتها وعقلائها ومفكريها.نرى بوادر التغير الكوني القدري الذي لابد منه كونه سنة كونية قدرية سبقت في كتاب الله ومرت بأمم قد خلت مصداقاً لقوله صلى الله عليه وسلم ( إذا رأت أمتي الظالم ولم تأخذ على يده أوشك الله أن يعمهم بعذاب من عنده ) صحيح ـ وهذا العذاب ربما يكون سنن كونية :-
• كالزلازل والأعاصير والإمطار المهلكة .
• أو قتال الأمة لبعضها البعض في ما بينها .
• أو تسلط الأعداء من خارجها عليها.
وقد يجمع الله هذه الأنواع الثلاث في فترة ومرحلة واحدة بحسب ما هي فيه وعليه من خروج عن جادة الصواب , بتركها العدل في ما بينها وتمالي بعضها البعض على هذا الظلم أو بالسكوت عليه في ما بينها حيث يصبح تكوينها عبارة عن سادة وعبيد (آمر ومأمور ) فينفذ المأمور الظلم بصفته عاملاً وعبداً مأموراً لغير الله كما حدث للنصارى .قال تعالى {اتَّخَذُواْ أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَانَهُمْ أَرْبَاباً مِّن دُونِ اللّهِ وَالْمَسِيحَ ابْنَ مَرْيَمَ وَمَا أُمِرُواْ إِلاَّ لِيَعْبُدُواْ إِلَـهاً وَاحِداً لاَّ إِلَـهَ إِلاَّ هُوَ سُبْحَانَهُ عَمَّا يُشْرِكُونَ }التوبة31ولا شك بأن الظواهر التي نراها الآن حولنا وفي العالم تشير إلى قرب حدوث معركة الهر مجدون الحارقة بوصف كتب النصارى والمسماة مجدوا لدى اليهود وإيليا لدينا في أخبار نبينا وهي مرحلة التغير وتبدل الأمم وزوال الحضارة بمفهومها الحالي .
قال تعالى: ({إِنَّمَا مَثَلُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا كَمَاء أَنزَلْنَاهُ مِنَ السَّمَاءِ فَاخْتَلَطَ بِهِ نَبَاتُ الأَرْضِ مِمَّا يَأْكُلُ النَّاسُ وَالأَنْعَامُ حَتَّىَ إِذَا أَخَذَتِ الأَرْضُ زُخْرُفَهَا وَازَّيَّنَتْ وَظَنَّ أَهْلُهَا أَنَّهُمْ قَادِرُونَ عَلَيْهَا أَتَاهَا أَمْرُنَا لَيْلاً أَوْ نَهَاراً فَجَعَلْنَاهَا حَصِيداً كَأَن لَّمْ تَغْنَ بِالأَمْسِ كَذَلِكَ نُفَصِّلُ الآيَاتِ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ }يونس24
وهي المرحلة السابقة لفتن وجهالة لا يمكن توصيفها الآن , تتبعها إقامة الخلافة بأرض الشام والتي لا يمكن لنا معرفة تعداد توالي الخلفاء عليها حتى يظهر المهدي عليه السلام الذي قال عنه صلى الله عليه وسلم ( منا من يصلي عيسى خلفه )مسلم, وتكون بداية الملاحم الكبرى وظهور الدجال ملك اليهود المنتظر فيقتله عيسى عليه السلام ثم يأجوج ومأجوج وباقي العلامات الكبرى لقيام الساعة.ولاشك بأن التجهيل الذي عايشته الأمة بمختلف حالات الانحراف العقدي أو الفقهي أو الترهيب والتخويف من البحث الشرعي والعقلي في
1. قضية الطاغوت
.2. ومسألة أحاديث الأخبار.
كان له أكبر الأثر في ما تعانيه اليوم المجتمعات الإسلامية التي خضعت للتعصب المذهبي والإكراه ألقسري الفكري المنهجي ومحاولة الحجر على العقل من التفقه والاجتهاد والبحث الحقيقي والجاد تحت ادعاء الخوف من الفتنة والحقيقة أن هذا الادعاء هو الفتنة ومعه السكوت عن الحق.فكيف إذاً وقد صاحب كل ذلك الظلم في المصالح الدنيوية نظراً لفقدان التقوى ورغبةً في الكسب المادي الدنيوي أو للمحافظة على المكاسب الدنيوية الآنية الذاتية للطبقات المسيطرة على مجتمعات المسلمين.إننا ندعو أولئك الذين يقيسون الأمور بعقولهم الذاتية القاصرة إلى وقفة مع النفس ومع الله ويقيموا مدى مكاسبهم المستقبلية ونذكرهم بأن الغفور الرحيم هو نفسه شديد العقاب وندعوهم من هذه الصفحة للعودة إلى قيم العدالة بعيداً عن الروتين الوضعي وبعيداً عن بطر الحق وغمض الناس إذا أرادوا السعادتين.
وغداً لناظره قريب.
اللهم قد بلغت اللهم فاشهد.

لاتضلوا الناس وتعبدوهم لغير الله. ؟؟

ونحن هنا نوجه النصيحة لمن يريد من الناس أن تنصاع بدون تساءولات وبدون تعلم دينها والعمل به ولمن يقسم الناس إلى شرائح ونقول له:-هناك ماهو معلوم من الدين بالضرورة لا يعذر فيه أحد لأن التوحيد والإتيان به فرض عين على كل عبد خلقه الله في أي مستوى من العلم كان ولو عذر ممن يصنف بالعامةبالجهل لما قال الله اتخذوا أحبارهم ورهبانهم أربابا من دون الله فلم يعذرهم ذلك وكذلك من قال عنهم {وَقَالُوا رَبَّنَا إِنَّا أَطَعْنَا سَادَتَنَا وَكُبَرَاءنَا فَأَضَلُّونَا السَّبِيلَا }الأحزاب67
فلا الأب ينوب عن ابنه ولا الإبن ينوب عن ابيه فكيف بأجنبي يعطى صفة عالم من بابالتقدير .
هذا الكلام يخالف نص التكليف الذي قدره الله للعباد وخلقهم ليختبرهم فيه وقد أستحسنته طوائف ظناً أنها تدرأ الفتنة وفي الحقيقة هي هذه الفتنة ومعها السكوت عن الحق ولو قام في زمن الأحبار والرهبان رجل وقال للناس إن هؤلاء الأحبار مضلون وأنتم أيهاالناس تتخذوهم أربابا من دون الله في وسط تلك المفاهيم التي تشابه مفاهيمنا الأن كما قال صلى الله عليه وسلم لتتبعن سنن من كان قبلكم حذو القذة بالقذة حتى وان دخلوا جحر ضب لدخلتموه ) لقالوا له الناس كما تقول أنت الان بل لرأو كلامه على العلماء أمراً عظيما ولشنعوا به.
وأنا أرى أن تتفرغ لتعلم التوحيد وتعليمه للناس أفضل من محاولة تعبيدهم للعلماء وأنت ترىضعف العلماء أمام الحكام وتعبيدهم للناس للحاكم والسكوت على الباطل وها أنت ترى الكفر البواح بتحكيم القوانين الوضعية سواء المستوردة أو المصنعة محلية من تحليل للخمروالزنا والربا وإعطاء الرخص لمزاولتها وتشريع القوانين لحمايتها والتحاكم اليها حال الخلاف .
في جميع الدول الإسلامية المحيطة بك وعلماءها يقدمون تنازلات يوماً بعد أخر بل منهم من أجاز الزناللحاجة .
ولاشك أنك ترى ان من يوصفون بالعلم لم يعد الناس هم من يختاروهم ويزكونهم بل الحكومات وتقصي من يخالفها ولا يسير بما تهواه .
فما تقوله خطير عندما يكون الأمر متعلقاً بالتوحيد فلو كان الأمر من الأمور الفقهية المتعلقة بالعبادات مادون التوحيد لابأس ولكن يلزم من الناس أيضاً معرفة الدليل وليس التقليد .
فالسوأل موجه للجميع هل الناس مكلفة بالتوحيد جميعهم أم يمكن لأحد أن ينوب عنهم ؟؟
وهل ينوب الأخ عن أخيه والأب عن ابنه أم هو فرض عين على الجميع؟؟؟

وضعنا الإجتماعي المتردي

إن أي مجتمع يفقد أفراده بعض مقومات المبادئ والمثل أو يصبح من يتمتعون بها نكرة عليه مهشمين فيه معرضين للسخرية هم وما يحملونه من مبادئ وقيم وطنية شرعية حقيقية ( يما يسميه البعض الاعتدال والوسطية )
ففي هذه الحالة لابد وأن يضطرب ويفقد الثقة في بعضه البعض وتصبح أطروحاته وأرائه ضبابية لكونه مصاب بأمراض متعددة كرستها حالة حب الذات والسرية والرهاب المفتعل أو الممنهج.
ولاشك بأن المفاهيم الواقعية الحياتية تصبح وهما وخيالا ؛ لا لشيء إلا لأنه عاش فوق الواقع ودون الحقيقة لفترة زمنية ليست بالقصيرة وغافلا عن حقيقة مشاكل بعضه البعض وبالتالي عن قضاياه الشرعية أو الوطنية ومنع أفراده من تباحثها خشية الفتنة زعماً.
بينما هذا الصمت وادعاء الخوف من الفتنة هو الفتنة ومعها السكوت عن الحق.
وهذا يعني أنه فاقد ليس للحس الوطني بل لمقومات وأسس وقيم الحس الوطني .
وبالتالي يفقد الشعور باالمسؤليه والزمن , وهذا حتماُ ليس نتيجة للغزو الفكري بل هي التربية والتنشئة الخاطئة التي حاربت أن يقوم الفرد فيه بدوره الوطني الاجتماعي حيال مجتمعه سواءً كان ذلك بالتثبيط أو الترهيب أو بأن هذا دور الحكومة فقط وفقدان الدراية والفهم بأنه هو جزء أساسي من هذه الدولة وأن الحكومة هي جزء من جزئيات هذه الدولة.
لذلك تجد أن أفراد مجتمع كهذا يحب أن يقطف ثمرة عاجلة تأتيه على طبق من ذهب ويطلب من غيره تصحيح أخطاءه وأخطاء مقومات مجتمعه متخليا أو جاهلا لمسؤولياته في هذا الإصلاح والتصحيح راضيا بحلول يضعها له غيره محملا إياه المسؤولية تواكلا وتقاعسا , ولكي لا ينظر إلى نفسه في المرآة لأنه إن فعل فسوف يدرك أن نظرته الأساسية للواقع والحياة والقيم والآخرين هي نظرة خاطئة وأنه تعود أن يحصل على الحلول أين كانت ويقبلها لأنه لا يرغب بأن يكون ذا كرامة فيصنع هو الحدث وبالتالي يتحمل مسؤولية النتائج.
إننا بحاجة إلى وقفة حقيقية وجادة لصنع الإرادة إرادة التغير أولا لأن القول بدون إرادة لترجمته حقيقة على الواقع لا يتعدى كونه نوع من التذمر والشكوى قد يكون أدركها أو يحسها ليس الآلاف بل الملايين ولكنها تفقد أولا إرادة التغير بسبب الهجمة الشرسة التي نالت من معنوياتها وما ذكرته آنفا كان جزء من هذه الهجمة و ناتج من نتائج تهميشها وقلب مفاهيم المصطلحات في واقعها الوهمي الذي اقتنعت أو أقنعت نفسها به لتتهرب من تحمل مسؤوليات الواقع الجديد المراد الوصول إليه مكتفية بكون دورها هو الأكل والشرب فقط .
إن البابوية في الكنيسة النصرانية دفعت إلى التمرد لأنها صفة تخالف الفطرة التي فطر الله الناس عليها وكانت بابوية الكنيسة قائمة تحت مسمى الدين.
أما عندما تتحول البابوية إلى بابوية سياسية أو بابوية متعددة الأطراف يصدق عليها قول الله {ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلاً رَّجُلاً فِيهِ شُرَكَاء مُتَشَاكِسُونَ وَرَجُلاً سَلَماً لِّرَجُلٍ هَلْ يَسْتَوِيَانِ مَثَلاً الْحَمْدُ لِلَّهِ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لَا يَعْلَمُونَ }الزمر29
ولك أن تتخيل حال هذا الرجل.
ثانياً إن ممارسه البابوية هو الأخذ من بعض الصفات التي لا تكون إلا لله مثل القوامة الكاملة ( وليس هناك من له حق القوامة المطلقة إلا الله ومع ذلك ترك للعباد تقرير المصير .
ولكن لجهل الإنسان بجهله من جهة , ولحبه لذاته من ناحية أخرى , ولتزكيته لنفسه التزكية المنهي عنها تجرأ تصورياً تحت شعارات وأسباب افتراضية ليمنح نفسه هذا الموقع سواء كان جاهلا أو عالما أن هذا مغضبا لله أو ظاناً أنه يحسن صنعا .فإذا كان التصور البابوي الديني لدى أولئك الذين لازالوا يملكون الكنائس ويرددون الصلوات والأدعية ويصومون ويحجون كما هو في ملتهم بعد التحريف وهذا التصرف البابوي أدى إلى هذا الانفصام التاريخي في حياتهم ؛ فما هي نتائج البابوية السياسية.
إن كل تكوين مجتمعي وعلى رأسه التكوين المجتمعي الإسلامي قام على أسس وشروط لدوام إدارة هذا المجتمع بين أفراده ومن خولوهم للقيام بمسؤوليات المجتمع العامة والمصيرية , له ضوابط وشروط تبقى بالبقاء عليه وتزول إذا اخل بهذه الضوابط والشروط .
ولم يتجاهل كل ذلك إلا التكوين الديكتاتوري والذي لا يمكن تحويله إلى غير ذلك في أي وقت لأن المتضررين منه يزداد عددهم في كل ثانية ويكسب كل يوم أعداء جدد , لأن منطلقه ذاتي التصور وأناني المطلب وبالتالي تتضارب مصالحه الذاتية الآنية مع أفراد ذلك التكوين المجتمعي وبقدر هذا التضارب يزداد هو بالتشبث في مركزه بل يسعى لتوسيعه , لأنه يدرك أن الانهيار له يعني أنه لن يحصل على أي دور فيما بعده هذا إذا جهل أن له من يترصد لحظة استرداد حقوق أو لحظة انتقام لما عاناه علاوة على أن 90% من مجموع ذلك التكوين سينقلب رأسا على عقب ضد الدكتاتورية .كما إن الدكتاتورية لا تملك بل لا تريد أن تفعل حلولا تعطي أفراد ذلك التكوين أي نوع من الحرية لأن طبيعتها السيطرة التامة بتصور أمني تضفيه على جميع قطاعاتها وإذا أرادت أن تمتص مطالبا فرضها الواقع تقوم بإنشاء شبيه تلك المطالب تحت سيطرتها لتبقى ماسكة بزمام الأمور وبالتالي تتحول تلك الإحداثيات جزء من كيانها مكملا لها تدرجه الأيام شاء أم أبا من تسلموا تسيره عن حسن ظن أو من باب مالا يدرك كله فلا يترك جله ويصبحون أداة أخطر في تغريب الحقائق علاوة عن الدين.
إن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر هو واجب على كل مسلم بل هو فرض عين , وهو قوامة وشرط من شروط لا اله إلا الله ولذلك قال تعالى {وَلْتَكُن مِّنكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَأُوْلَـئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ }آل عمران104
ويخطئ من يظن أن هذا يعني جزء منكم هذه مهمته بل الخطاب معني به الجميع واللفظ القرآني هو للبلاغة في اللغة العربية بدليل آخر الآية ( وألئك هم المفلحون ) ولا يمكن أن يكون أمر للبعض بأن يكونوا مفلحين والبعض الأخر لا.. وبدليل قوله تعالى {كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللّهِ وَلَوْ آمَنَ أَهْلُ الْكِتَابِ لَكَانَ خَيْراً لَّهُم مِّنْهُمُ الْمُؤْمِنُونَ وَأَكْثَرُهُمُ الْفَاسِقُونَ }آل عمران110
وبالتالي فإن حرية الكلمة والرأي هي قوامة من قوامات لا إله إلا الله ومن شروطها ولذلك عقلوها العرب ..وفهموا منها أنها إخراج الناس من عبادة العباد إلى عبادة رب العباد بالطاعة والامتثال على ضوء شرعه.

حتى لايساء فهم حدود الحرية؟؟؟؟

أمام هذه الزوبعة التي استمرت وتستمر .
منذ أجيال عديدة حول الحرية وحقيقتها في الشرائع السماوية والأديان والتي من أجلها قامت الحروب والتي شوهت بتصورات من جهة المنحلين وفعل من جهة المتسلطين وجهل المتشديدين والذين خلطو الدين بالعرف والعادات وغير ذلك ومن قبل الذين يريدون أن ينسخوا البشر من أجيالهم صورة مطابقة لهم.
أجد أنه يجب التوقف للتعرف على بعض معانيها.
إن معنى الحرية الاجتماعية بصفة عامة .
وحرية الكلمة بصفة خاصة .
والحرية الشخصية في ما بينهما.
لا تعني الانفلات من الضبط الشرعي في الأحكام الإلهية المنزلة وكذلك لا تنفلت من القيود في القوانين الوضعية أو العادات والتقاليد القومية.
إذ أن كل هذه المناهج هي وجهة ودين ومنهج تكلف به كل أمة نفسها, أو تكلف به من ربها فهي تعطي الحرية بمعانيها المبينة سابقا حدا لا تتعداه ولا يحق لها إن تتخطاه وتضع لذلك الضوابط والقيود والعقوبات على المخطئين.
وفي المنهج الرباني كذلك حيث حد الله حدودا وأمر عباده بعدم تخطيها فحدهم حدودا لممارسة الحرية الشخصية وفي اختيار الإنسان لنفسه ما يريد.
ومثال ذلك :- من اسلم لا يجوز له أن يرتد ويغير دين الإسلام وإلا فسوف يكون عرضة للحكم الشرعي الذي سنه الله..... إلا في حالات يتحكم بها الامام (( كما حدث من شروط في صلح الحديبية ))
وكذلك دفع الزكاة .
ومثال ذلك :- الذين منعوا الزكاة من أن تعطى لأبي بكر وفعله معهم بغض النظر عمن أنكر وجوبها, والأمثلة في ذلك كثيرة جدا ومتنوعة في الصورة والحالة.
واهم من كل ذلك هو الحكم والتحاكم إلى كتاب الله ووجوب الانقياد له في حالة الحكم به سواء كان ذلك على ضعف أو قوة أو أرتكب الظلم ممن يقوم به.. وعدم الخروج عليه في حالة الظلم .. إذا كان ذلك يؤدي إلى مفاسد خطيرة في دين الله ومحاولة التصحيح بكل وضوح وشجاعة ليهلك من هلك عن بينة ويحيا من حي على بينة.
فكيف إذا كان الهجوم عليه هو إقصاؤه عن الحكم ووضع بدلا منه قوانين وضعية من تقنين البشر لأنفسهم تحل ماحرم الله وتحرم ما احل الله فلاشك أن الحكم سيختلف.
والمتأمل في حالة الدول الإسلامية والتي كانت تحكم بالقران وكيف تحولت إلى حكومات تحكم بالقوانين الوضعية يدرك بأن هناك حربا مستمرة لإقصاء كتاب الله عن الحكم في أي أرض على وجه البسيطة بالاحتلال والتغيير أو باغتنام الفرص لأخطاء جماعات إسلامية متحمسة فقدت الحكمة في أسلوب نشر هذا الدين وتمثيله أمام العالم فجعل أعداء الإسلام من هذه الجماعات جسورا للعبور من فوقها لإنشاء جمهوريات شعبية كانت أو عسكرية في مجتمعات غلبة في نفوسها الشهوة الحيوانية وأثرت فيها عوامل الضغط الظالم من حكامها المستغلة للمنهج الإسلامي وتحريفه لمصلحة سياساتها الذاتية فتنادي تلك الشعوب بالحرية من أجل كل ذلك.
ونحن نقول :_ بأن المنهج الإسلامي الشرعي بتحكيم كتاب الله وسنة رسوله الكريم صلى الله عليه وسلم هو دين تمارس فيه جوانب متعددة من حرية التصور ولا يحرم المسلم من الكلمة الحرة بل هو مكلف بها بأمر من ربه كنوع من أنواع العبادات وله أن يمارس حقوقه الشخصية دون محاولات الحجر عليه أو محاولات تسييسه ولا يمكن لنا نحن المسلمين أن نقبل بمنهج يخالف تشريع الإسلام بسبب وجود قوم يريدون فرض سلطاتهم ومناهجهم على البشر وعلى المجتمعات.

اتخذو أحبارهم ورهبانهم اربابا .. فهل نحذوا حذوهم؟؟؟

قال تعالى ( فلا تزكو أنفسكم هو اعلم بمن اتقى ) وهذا الخطاب بصيغة الجمع والمقصود به كل مؤمن, وليس بصيغة الفرد.
بمعنى أن المجتمع أو شريحة منه لا تظن في نفسها الكمال, أو الكفاية, أو التقوى وقربها من الله أكثر من غيرها, وكذلك ألا يدعي وألا يعتقد المجتمع أو المقصرون فيه تجاه ربهم في فئة ما الكمال و الكفاية.
وهذا الخطأ الذي سبق وان وقع فيه النصارى فقالوا نحن أبناء الله وأحباؤه ثم عظموا طوائف منهم وادعوا لها العصمة من رهبانهم وعلمائهم.
وهو نفس ما وقعت فيه اليهود فقالوا نحن شعب الله المختار ثم عظموا أحبارهم وكلتا الطائفتين أحل لهم رهبانهم وأحبارهم الحرام وحرموا عليهم الحلال فأطاعوهم فخرجوا بهذه الطاعة من عبادة الله إلى عبادة العباد واتخذوهم أربابا من دون الله.
وهو أيضا خطاب قرآني كريم للمجتمع المسلم حتى لا يدعي بعضهم أفضليته على بعض وعلمه بالحق دون غيره .
ومحاولة فرض وصايته على شرائح وفئات أخرى فيه , وتهميشها وظنه في نفسه الكمال والعصمة وينازع الله في صفة الحي القيوم بمراقبة العباد ومتابعة سكناتهم وحركاتهم وفرض وصايته وقوامته عليهم , كونه مطلعا على بعض أسرارهم أو اعتقاد منه بمعرفة ما يصلح لهم وكأنه يعلم بما يؤولوا إليه أمرهم وما يصلح لهم وما يريد منهم تنفيذه له.
وهذا ينطبق على كل مخاطب بالآية سواء كان وليا ومسئولا أو فرد من عامة المسلمين تحت أمر الرسول صلى الله عليه وسلم (رحم الله امرأ عرف قدر نفسه ) وتحت توجيهه صلى الله عليه وسلم ( من تواضع لله رفعه)
وحكم الفرد والجماعة واحد خاصة فيما يتعلق بالمعاملات والحقوق داخل ذات المجتمع نفسه لأنه عرضه كأي مجتمع آخر للفساد وارتكاب المظالم.
ولذلك قال صلى الله عليه وسلم إذا رأت أمتي الظالم فلم تأخذ على يده أوشك الله أن يعمهم بعذاب من عنده )
لأن هذا النوع من الظلم وتزكية النفس أخطر من الذنوب والمعاصي المتعلقة بالعبد وربه والتي ليست من باب ظلم الغير أو الظلم المتعدي لأن الله يعلم بأن العقل البشري القاصر تؤثر وتسيطر عليه العوامل النفسية الذاتية من كبر وغرور وحقد وتصور بأنه الأفضل والأقدر ... ويقدر الأمور بمقياسه الخاص به .. وجهله بحكمة الله واردته.