الاثنين، 25 أغسطس 2008

تحت إرهاصات الظلم سنن كونية وقدرية

تحت إرهاصات الظلمالسلام عليكم ورحمة الله وبركاتهتحت إرهاصات الظلم الذي تعايشه المجتمعات الإسلامية سواء المتفشي في ما بينها من عليتها وكبرائها ضد مجتمعاتهم بعقلية المتسلط وأساليب المتكبر.أو من قبل أعدائها من خارجها تجاه دينها وعقيدتها وعقلائها ومفكريها.نرى بوادر التغير الكوني القدري الذي لابد منه كونه سنة كونية قدرية سبقت في كتاب الله ومرت بأمم قد خلت مصداقاً لقوله صلى الله عليه وسلم ( إذا رأت أمتي الظالم ولم تأخذ على يده أوشك الله أن يعمهم بعذاب من عنده ) صحيح ـ وهذا العذاب ربما يكون سنن كونية :-
• كالزلازل والأعاصير والإمطار المهلكة .
• أو قتال الأمة لبعضها البعض في ما بينها .
• أو تسلط الأعداء من خارجها عليها.
وقد يجمع الله هذه الأنواع الثلاث في فترة ومرحلة واحدة بحسب ما هي فيه وعليه من خروج عن جادة الصواب , بتركها العدل في ما بينها وتمالي بعضها البعض على هذا الظلم أو بالسكوت عليه في ما بينها حيث يصبح تكوينها عبارة عن سادة وعبيد (آمر ومأمور ) فينفذ المأمور الظلم بصفته عاملاً وعبداً مأموراً لغير الله كما حدث للنصارى .قال تعالى {اتَّخَذُواْ أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَانَهُمْ أَرْبَاباً مِّن دُونِ اللّهِ وَالْمَسِيحَ ابْنَ مَرْيَمَ وَمَا أُمِرُواْ إِلاَّ لِيَعْبُدُواْ إِلَـهاً وَاحِداً لاَّ إِلَـهَ إِلاَّ هُوَ سُبْحَانَهُ عَمَّا يُشْرِكُونَ }التوبة31ولا شك بأن الظواهر التي نراها الآن حولنا وفي العالم تشير إلى قرب حدوث معركة الهر مجدون الحارقة بوصف كتب النصارى والمسماة مجدوا لدى اليهود وإيليا لدينا في أخبار نبينا وهي مرحلة التغير وتبدل الأمم وزوال الحضارة بمفهومها الحالي .
قال تعالى: ({إِنَّمَا مَثَلُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا كَمَاء أَنزَلْنَاهُ مِنَ السَّمَاءِ فَاخْتَلَطَ بِهِ نَبَاتُ الأَرْضِ مِمَّا يَأْكُلُ النَّاسُ وَالأَنْعَامُ حَتَّىَ إِذَا أَخَذَتِ الأَرْضُ زُخْرُفَهَا وَازَّيَّنَتْ وَظَنَّ أَهْلُهَا أَنَّهُمْ قَادِرُونَ عَلَيْهَا أَتَاهَا أَمْرُنَا لَيْلاً أَوْ نَهَاراً فَجَعَلْنَاهَا حَصِيداً كَأَن لَّمْ تَغْنَ بِالأَمْسِ كَذَلِكَ نُفَصِّلُ الآيَاتِ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ }يونس24
وهي المرحلة السابقة لفتن وجهالة لا يمكن توصيفها الآن , تتبعها إقامة الخلافة بأرض الشام والتي لا يمكن لنا معرفة تعداد توالي الخلفاء عليها حتى يظهر المهدي عليه السلام الذي قال عنه صلى الله عليه وسلم ( منا من يصلي عيسى خلفه )مسلم, وتكون بداية الملاحم الكبرى وظهور الدجال ملك اليهود المنتظر فيقتله عيسى عليه السلام ثم يأجوج ومأجوج وباقي العلامات الكبرى لقيام الساعة.ولاشك بأن التجهيل الذي عايشته الأمة بمختلف حالات الانحراف العقدي أو الفقهي أو الترهيب والتخويف من البحث الشرعي والعقلي في
1. قضية الطاغوت
.2. ومسألة أحاديث الأخبار.
كان له أكبر الأثر في ما تعانيه اليوم المجتمعات الإسلامية التي خضعت للتعصب المذهبي والإكراه ألقسري الفكري المنهجي ومحاولة الحجر على العقل من التفقه والاجتهاد والبحث الحقيقي والجاد تحت ادعاء الخوف من الفتنة والحقيقة أن هذا الادعاء هو الفتنة ومعه السكوت عن الحق.فكيف إذاً وقد صاحب كل ذلك الظلم في المصالح الدنيوية نظراً لفقدان التقوى ورغبةً في الكسب المادي الدنيوي أو للمحافظة على المكاسب الدنيوية الآنية الذاتية للطبقات المسيطرة على مجتمعات المسلمين.إننا ندعو أولئك الذين يقيسون الأمور بعقولهم الذاتية القاصرة إلى وقفة مع النفس ومع الله ويقيموا مدى مكاسبهم المستقبلية ونذكرهم بأن الغفور الرحيم هو نفسه شديد العقاب وندعوهم من هذه الصفحة للعودة إلى قيم العدالة بعيداً عن الروتين الوضعي وبعيداً عن بطر الحق وغمض الناس إذا أرادوا السعادتين.
وغداً لناظره قريب.
اللهم قد بلغت اللهم فاشهد.

ليست هناك تعليقات: